في معركة كارانسيبيس بين النمسا والدولة العثمانية في سبتمبر 1788
كان الجيش النمساوي الضخم الذي يفوق تعداده الـ 100 ألف جندي وفارس
متجهين لاستعادة منطقة البلقان من الدولة العثمانية. وفي ليلة 22 سبتمبر قريبا
من بلدة كارانسيبيس تقع في رومانيا حاليا كان مجموعة من الكشافة في مهمتهم
وصادفوا تجمعا للغجر يبيعون الخمر فأفرط الجنود في الشرب وعند قدوم مجموعة
كشافة أخرى منعهم الجنود السكارى من مشاركتهم في الخمر وزادت حدة المشادة
إلى أن وصلت لإطلاق النار وقام أحد الجنود بالصراح (الأتراك, الأتراك) ففرت
فرقة الكشافة إلى المعسكر، وبسبب الظلمة الحالكة ومع صوت إطلاق النار ظن الجنود
أن الأتراك قد هجموا عليهم فقاموا بإطلاق النار على الجنود العائدين وعمت الفوضى
في المعسكر وبسبب اختلاف قوميات الجنود (نمساويين وصرب وكروات وإيطاليين)
وعدم معرفة بعضهم لغات بعض فلم يستجيبوا لنداءات التوقف وظنوا أنها نداءات
الأتراك، ويذكر أن أحد القادة كان يهتف بالجنود "Halt, halt" وتعني توقفوا
باللغة الألمانية ولكن الكثير من الجنود لم يكونوا يعرفون اللغة الألمانية فظنوا أنهم
الأتراك يصرخون "الله، الله". وبسبب هذه الفوضى انسحب الجيش النمساوي هربا
من العدو الوهمي ليأتي الجيش العثماني في اليوم التالي ويستولى على المنطقة
بكل سهولة.
وتذكر المصادر أن عدد القتلى والمصابين كان يتراوح بين 150 إلى 1200
جندي بينما يقول المؤرخ Paul P. Bernard أن عدد القتلى والمصابين
في الجيش النمساوي يصل إلى 10.000 جندي وكل ذلك بسبب برميل خمر.