شُحرُور البَقر بُنيّ الرأس هو طائرٌ صغير من مُتطفلات الأعشاش ينتمي لفصيلة
الصَّفراويَّات المعروفة أيضًا بفصيلة الشحارير الأمريكيَّة (Icteridae)،
يَقطنُ المناطق المُعتدلة وشبه الاستوائيَّة من أمريكا الشماليَّة. الجمهرات قاطنة
القسم الجنوبيّ من موطنها مُقيمةٌ بصورة دائمة؛ أمَّا الطيور المُقيمة في الشمال
فتُهاجرُ إلى جنوب الولايات المتحدة والمكسيك خلال فصل الشتاء، وتعود إلى
موائلها الصيفيَّة خلال شهر مارس أو أبريل.
الذكر أسود الجسم وبُنيّ الرأس، أمَّا الأنثى فبُنيَّة كامِدة ضاربة إلى الرمادي.
يُقصد بمُتطفلات الأعشاش تلك الطيور التي توزّع أُنثاها بيضها على أعشاش
أنوعٍ أخرى من الطيور، لترخمها بدلاً من أن تتولى المُهمة بنفسها، وهذا هو
حالُ هذه الشحارير وأنسباؤها. كانت هذه الطيور تتبع قُطعان البيسون الأمريكيّ
العُظمى عبر مروج الغرب الأوسط، فتقتات على الحشرات المُنبعثة من بين
الحشائش التي تدوسها تلك الثيران، وقد شهدت أعدادها انفجارًا هائلاً خلال القرنين
التاسع عشر والعشرين، لدرجةٍ دفعت بعض الجمعيات والمُنظمات الحكومية البيئيَّة
إلى تنظيم حملات لإعدام قليلٌ من الجمهرات بما أنَّ كثرتها أصبحت تُهدد بعض
أنواع العصافير المُعرَّضة للانقراض أصلاً، بسبب تطفلها المستمر على أعشاشها.
يُصنَّفُ الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة هذه الطيور على أنها غير مُهددة.
يُمكنُ أن يؤدي قبول الزوجين المُستضيفين لبيضة الشُحرُور إلى نتائج وخيم، فقد
تبيَّن أنَّ أعاشيش الحُميراء الأمريكيَّة على سبيل المِثال تتعرَّض لهجوم المُفترسات
بدرجةٍ أعلى عندما تأوي فرخًا مُتطفلاً، ويُعتقد أنَّ سبب ذلك هو النداءات العاليَّة
التي يُطلقها الفرخ ليستقطب انتباه والديه المُتبنيين حتى يُطعماه، فيلفت نظر الضواري
إليه. كما يُحتملُ أن يكون سبب ذلك هو موقع الأعشاش المكشوف، فتلك تسمحُ
للشحرورة أن تغزورها بسهولةٍ أكبر عمَّا إذا كانت مخفيَّة عن الأنظار، وتسمح
للمُفترس أن يعتدي عليها بيُسر.