أفوض أمري إلى الله إنّ الله بصير بالعباد ...
تنطلق هذه الكلمات من حجرات القلب لتقرع أبواب السماء ...
أفوض ... أنا العبد الذي تعب وذاق الآلام وتعثّر بالأخطاء وجرحته الذنوب
وأرهقه الغم والحزن ...
أفوض كامل التفويض وأمري بكل ما فيه ولا أحد يعلم ما فيه إلا الله ...
أفوض أمري إلى من بيده الأمر .. إلى من يملك خزائن السموات والأرض
إلى الذي كل يوم هو في شأن ...
إلى الله ... البصير بالعباد ..
يبصر ما في القلب من خفقات .. وما في العين من حركات .. وما في
الفكر من ومضات وما في الروح من زفرات ...
ويبصر ما يصلحها ويبصر الأدواء ويبصر السبيل...
أفوض أمري الى الله إن الله بصير بالعباد ...
ما أجملها حين تفقد القدرة على التفكير ...
ما أعظمها حين تتقاذفك الحيرة ...
ما أعذبها حين تهدهد قلبك الصغير ...
ما أرقها وهي تنساب في جوارحك فتبعث السكينة والسلام في أعماقك
الصاخبة ...
لتشعر فجأة بأنك طائر محلق خفيف مع أنّك قبل ثوان كانت الجبال فوق
صدرك وأنت مكبل بقيود الحديد ...
أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ....
تمتم بها لتذق .. ومن ذاق عرف