هو أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل، الدؤلي الكناني البصري وأمه
الطويلة من بني عبد الدار بن قصي ولد في الجاهلية وأسلم في عهد النبي صلى
الله عليه وسلم، وفي اسمه ونسبه ونسبته اختلاف كثير، كان من سادات التابعين وأعيانهم، صحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وشهد معه موقعة صفين،
وكان من أكمل الرجال رأيًا وأسدهم عقلًا وكان معدودًا من الفقهاء والأعيان
والأمراء والشعراء والفرسان، وهو في أكثر الأقوال أول من نقط المصحف، وله
شعر جيد، وأشهره أبيات يقول فيها: لا تنه عن خلق وتأتي مثله.
حياة أبو الأسود الدؤلي
سكن أبو الأسود الدؤلي البصرة في خلافة عمر بن الخطاب، وولي إمارتها في
أيام علي بن أبي طالب حيث استخلفه عليها عبد الله بن عباس، ولم يزل في
الإمارة إلى أن قتل علي، ولما تم الأمر لمعاوية قصده أبو الأسود الدؤلي فبالغ
معاوية في إكرامه.
أبو الأسود الدؤلي مؤسس علم النحو
أبو الأسود الدؤلي هو أول من وضع علم النحو، قيل: إن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه، وضع له الكلام كله ثلاثة أضرب: اسم وفعل وحرف، ثم رفعه
إليه وقال له: تمم على هذا وقد اختلفت روايات الناس في سبب وضعه النحو
فقيل: أتى أبو الأسود عبد الله بن عباس فقال: إني أرى ألسنة العرب قد فسدت
فأردت أن أضع شيئًا لهم يقوّمون به ألسنتهم، قال: لعلك تريد النحو؛ أما إنه
حق، واستعن بسورة يوسف، وقيل: أن إحدى بناته قالت له: يا أبت؛ ما أحسنُ
السَّمَاء برفع (أحسن) وجر (السماء)، فقال: يا بنية؛ نجومها، قالت: إني لم
أرد: أي شيء فيها أحسن، إنما تعجبت من حسنها، فقال: إذن قولي: ما أحسنَ
السَّمَاء! ووضع حينئذ نبذة في النحو، فقيل له: من أين لك هذا العلم؟ فقال:
تلقيت حدوده من علي بن أبي طالب
وفاة أبو الأسود الدؤلي
توفي أبو الأسود الدؤلي في البصرة بمرض الطاعون سنة 69هـ= 688م،
وعمره حينئذ خمس وثمانون سنة، وقيل: إنه توفي في خلافة عمر بن عبد
العزيز رضي الله عنه، وكانت خلافة عمر بداية من صفر سنة تسع وتسعين
، وحتى رجب سنة إحدى ومائة.