االبرق يمكن أن يسبب أوجاع الرأس والصداع النصفي (الشقيقة). فقد وجد الباحثون
أن الناس أكثر ترجيحا بنحو 25% للإصابة بهذه الأعراض في اليوم الذي يضرب
فيه البرق.
ووفقا لدراسة جديدة فإنه في الأيام التي ظهرت فيها صواعق البرق زادت حالات
أوجاع الرأس والشقيقة بنسبة 24% و23% على التوالي بين الناس الأصحاء
الذين يعيشون في محيط 40 كلم من الحدث.
وكانت النسب أكثر حدة بين الإصابات المزمنة حيث تزايد توالي حوادث الصداع
بنسبة 31% والشقيقة بنسبة 28%.
وأشار الباحثون إلى أن الموجات الكهرومغناطيسية قد تكون مسؤولة عن حدوث
أوجاع الرأس، في حين يزيد البرق أيضا ملوثات الهواء مثل الأوزون ويمكن أن
يسبب إطلاق ما تعرف بالأبواغ الفطرية التي قد تؤدي إلى الشقيقة.
وكان الأستاذ فينسنت مارتن من جامعة سينسيناتي بولاية أيوا الأميركية وابنه
جيفري - وهو طالب طب- قد طلبا من متطوعين الاحتفاظ بدفتر يوميات لأوجاع
الرأس والشقيقة لمدة من ثلاثة إلى ستة أشهر، وقارنا معدل توالي الحدوث في
مقابل حالات الطقس لكل يوم.
وكانت حالات المناخ المختلفة الداخلة في الطقس العاصف، مثل الضغط الجوي
والرطوبة، قد تبين أنها تؤثر في احتمال حدوث أوجاع الرأس.
ولكن حتى بعد أخذ هذه العوامل في الاعتبار، وجدت الدراسة أن البرق نفسه كان
له تأثير كبير.
وفسر الأستاذ مارتن الأمر بقوله 'لقد استخدمنا نماذج رياضية لتحديد ما إذا
كان البرق نفسه هو سبب التكرار المتزايد لأوجاع الرأس، أو ما إذا كان من
الممكن أن يُعزى الأمر إلى عوامل طقس أخرى اصطدمت بالعواصف الرعدية.
وقد وجدت نتائجنا خطرا متزايدا بنسبة 19% لحدوث أوجاع الرأس في أيام
البرق، حتى بعد احتساب عوامل الطقس هذه. وهذا يشير إلى أن البرق له
تأثيره الفريد على الصداع'.
وقد أظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة الصداع، أن تيارات البرق السلبية
الشحنة كانت مرتبطة بصفة خاصة بعدد أكبر من أوجاع الرأس.
وقال الأستاذ مارتن 'رغم ما لدينا من تكهنات فإن الآليات الدقيقة التي من خلاله
ا يثير البرق أو عوامله الجوية المرتبطة به أوجاع الرأس ما زالت مجهولة.
وأخيرا فإن تأثير الطقس على الصداع أمر معقد والدراسات المستقبلية ستكون
مطلوبة لتحد دور البرق والعواصف الرعدية في الصداع بدقة أكثر'