تعد الرضاعة الطبيعية أمرا حصريا في الثدييات، لكن العلماء اكتشفوا على مر
الزمن حيوانات أخرى تنتج أيضا هذا الإكسير الغني بالمغذيات لإطعام صغارها،
بما في ذلك طيور النحام (فلامنغو) والصراصير وذكور بطريق الإمبراطور.
لكن الإضافة الأحدث وغير المتوقعة إلى هذه المجموعة هي نوع من العناكب
القفَّازة.
فقد اكتشف باحثون في الصين أن إناث عنكبوت "توكسيوس ماغنوس"
( Toxeus magnus) تفرز سائلا يشبه الحليب لإطعام صغارها.
ووجدت الدراسة التي نشرت في دورية ساينس أيضا أن العناكب الأمهات
تواصلن توفير السائل، الذي يحتوي على نحو أربعة أضعاف كمية البروتين
الموجودة في حليب الأبقار، لفترة طويلة بعد أن يصبح أطفالها بالغين صغارا.
ورغم أن العناكب لا تستخدم الغدد الثديية لإنتاج السائل وبالتالي فهي "ترضع"
بالاسم فقط، فإن النتائج يجب أن تدفع العلماء إلى إعادة النظر في ما يعرفونه
عن الرضاعة وكيف تطورت، وفقا للباحثين.
واعتبر عالم الأحياء في الأكاديمية الصينية للعلوم مؤلف الدراسة ريتشارد
كوريت، أن العثور على مثل هذا السلوك الشبيه بالثدييات في العنكبوت أو
أي لافقاريات كان مفاجأة.
وتعد العناكب القفازة أكبر مجموعة عناكب في العالم، حيث تضم أكثر من
5000 نوع وتوجد في كل قارة تقريبا.
والصغير منها، وهو "توكسيوس ماغنوس" المعروف أيضا باسم "القافز
المحاكي للنمل الأسود"، يشبه النملة، ويمشي مثلها كما أنه يحرك رجليه
الأماميتين في الهواء مثل زوج الهوائيات في النملة لكنه يقفز عندما يتعرض
للتهديد أو يصطاد. وهذه الأنواع يوجد معظمها في جنوب شرق آسيا.