كان هناك زمن امتلكت فيه الطيور أسنانا لكنها تلاشت بحكم التطور
والآن توصل علماء الأحياء التطورية إلى معرفة الزمن الذي اختفت
فيه تلك الأسنان
وكان ذلك قبل نحو 116 مليون سنة.
ويعلم العلماء يقينا أن الطيور الحالية هي أحفاد لطيور ذات أسنان
والذي أثبت ذلك هو أحفورية لطائر الأركيبوبتركس اكتشفت عام 1861
(وهو جنس من الطيور المبكرة التي عاشت في مرحلة انتقالية بين
الديناصورات ذات الريش والطيور الحالية).
لكن الحلقة المفقودة لدى العلماء كانت في تاريخ اندثار تلك الأسنان من
أفواه الطيور الحالية والذي ظل لغزا لأكثر من مائة عام حسب قول قائد
فريق البحث في هذه الدراسة، مارك سبرينغر.
واستخدم فريق البحث الذي يضم علماء أحياء من جامعتي كاليفورنيا في
منطقة ريفرسايد بولاية كاليفورنيا ومونتكلير ستايت بولاية نيوجرسي-
بقايا جينات أسنان لطيور بهدف تحديد الإطار الزمني.
ويقول سبرينغر إن"أحد أكبر الدروس التي استقيناها من اكتشافاتنا هو
أن الجينات الميتة مثل بقايا الكائنات الميتة التي تظل محفوظة في السجل
الأحفوري، لديها قصة تحكيها"
فبقايا الجينات هذه تعد أداة قوية لاكتشاف أسرار تاريخ التطور، حسب قوله.
وأوضحت نشرة صحفية لجامعة كاليفورنيا،
إن تشكل الأسنان في الفقاريات عملية معقدة ترتبط بإشراك العديد من
الجينات المختلفة ومن بين تلك الجينات ست مهمة لتشكيل عاج السن
والمينا بصورة ملائمة.
ودرس الباحثون 48 نوعا من الطيور بحثا عن طفرات غير فاعلة
واكتشفوا أن جميع تلك الأنواع تشاركت في طفرات لجينات ذات علاقة
بتشكل عاج ومينا الأسنان ويعني هذا بالنسبة إليهم أن "الآلية الوراثية"
اللازمة لتشكل الأسنان فقدت لدى السلف المشترك من الطيور الحالية.
ويفسر سبرينغر ذلك بقوله إن وجود العديد من الطفرات غير الفاعلة
تتشاركها أنواع الطيور الـ48 التي تمت دراستها يشير إلى أن طبقة المينا
الخارجية التي تغطي الأسنان فقدت قبل نحو 116 مليون عام.
وبخروج الأسنان من المعادلة تطور المنقار ويعتقد فريق البحث أن فقدان
الأسنان والمنقار تطورا في وقت واحد
ففي المرحلة الأولى كان هناك فقد للأسنان وتطور لمنقار جزئي بدأ في
الجزء الأمامي لكل من الفكين العلوي والسفلي وشهدت المرحلة الثانية
تطورا متزامنا لفقدان الأسنان وتطور المنقار من الجزء الأمامي للفكين
إلى آخر المنقار.