ابن خلكان أحد الأئمة الفضلاء والسادة العلماء والصدور الرؤساء، ولد في العراق
وقضى رحلة حياته ما بين مصر والشام، وكان إمامًا فاضلًا وأديبًا بارعًا، كما كان
حاكمًا عادلًا ومؤرخًا جامعًا وله الباع الطويل في الفقه والنحو، من أشهر مصنفاته
كتاب وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان وهو أشهر كتب التراجم.
نسب ابن خلكان ومولده
هو شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان
الإربلي الشافعي قاضي قضاة دمشق وعالمها ومؤرخها[2]، ولد في العراق
بمدينة إربل بالقرب من الموصل على شاطئ دجلة سنة 608هـ= 1211م،
ويتصل نسبه بالبرامكة
أصل اسم ابن خلكان
قيل: إن لفظ خلكان مكون من فعلين، هما: خَلِّ، وهو بمعنى: اترك، والفعل الآخر
هو كان، وقد سُمي ابن خلكان بذلك لأنه كان يقول دائمًا: كان والدي كذا وكان
جدي كذا، وعندئذ كان يقال له: خَلّ كان، ومن الناس من ضبطها بالسكون لتصبح
خلْكان وقيل: أن خلكان اسم لقرية وقيل: اسم لبعض أجداده .
رحلة ابن خلكان
درس ابن خلكان في عدة مدارس لم تجتمع لغيره وقد انتقل إلى مصر وأقام فيها
مدة ثم تولى نيابة قضائها، وبعد فترة من الزمن انتقل إلى دمشق فعينه الظاهر
بيبرس على قضاء الشام ثم عزله بعد عشر سنوات، فعاد ابن خلكان إلى مصر
مرة أخرى وظل بها سبع سنوات ثم عاد إلى قضاء الشام مرة ثانية وعُزل منه
أيضًا بعد مدة
مكانة ابن خلكان
كان ابن خلكان من بيت معروف بالفقه والمناصب الدينية فهو إمامًا فاضلًا
عالمًا وأديبًا بارعًا متفننًا عارفًا بالمذهب حسن الفتاوى جيد القريحة بصيرًا
بالعربية علاَّمة في الأدب والشعر، كما كان قاضيًا عادلًا ومؤرخًا جامعًا غزير
الفضل كامل العقل، وله الباع الطويل في الفقه والنحو، جمع بين فصاحة
المنطق وغزارة الفضل وثبات الجأش ونزاهة النفس، قيل: أنه أحد علماء
عصره المشهورين وسيد أدباء دهره المذكورين، جمع بين علوم جمة فقه
وعربية وتأريخ ولغة، كما قيل عنه: أنه قال: أحفظ سبعة عشر ديوانًا من
الشعر.
وفاة ابن خلكان
توفي ابن خلكان في سفح قاسيون في دمشق في سنة 681هـ= 1282م
وكان يبلغ من العمر حينئذ ثلاث وسبعون سنة، وكان كريمًا فيه ستر وعفو
وحلم، وحكاياته في ذلك مشهورة له من المصنفات كتاب وفيات الأعيان، وهو
أشهر كتب التراجم ومن أحسنها ضبطًا وإحكامًا.
منقول