باحثون يشككون في دور هنري فورد في صناعة السيارات ويؤكدون وجود
مهندس اخر كان وراء ثورة الإنتاج التجاري للسيارات.
تشيد كتب التاريخ بدور الأميركي هنري فورد باعتباره الأب الروحي للانتاج
التجاري للسيارات في العالم ولكن باحثين في جامعة كارديف بإمارة ويلز في
بريطانيا يقولون إن مهندسا اميركيا يدعى إدوارد جي. بود يستحق نفس القدر
من الاهتمام بدوره في صناعة السيارات.
ونجح فورد في ابتكار طريقة للإنتاج الواسع للمكونات الميكانيكية الرئيسية
والأجزاء شبه المجمعة للسيارات إلى جانب خط إنتاج متحرك. وكانت هياكل
السيارات التي تبنى بهذه الطريقة تصنع من إطارات خشبية مكسوة بالصلب
أو الألومنيوم. وكان الطلاء الذي يوضع على هذه الهياكل يحتاج إلى أيام كي
يجف في حين تسببت محاولات تسريع هذه العملية في اشتعال حرائق خطيرة.
وهنا جاء دور المهندس بود من ولاية فيلاديلفيا الذي اختار التخلي عن الأخشاب
تماما في صناعة هياكل السيارات. وبحلول 1914 حصل على مجموعة من
براءات الاختراع بشأن معالجة هياكل السيارات الصلب والتي كانت حجر الزاوية
للإنتاج التجاري الحديث للسيارات.
ويقول البروفيسور بول نيوفنهويز الذي شارك في إعداد الورقة البحثية عن دور
بود في صناعة السيارات مع البروفيسور بيتر ويلز من مركز أبحاث صناعة
السيارات في كلية إدارة الأعمال بجامعة كارديف إن "إدوارد بود كانت مخترعا
حقيقيا. لولاه لما كان بالإمكان إنتاج السيارات على نطاق تجاري بالصورة التي
هي عليها اليوم".
وفي عام 1934 تعاون بود مع شركة السيارات الفرنسية ستروين لتخطو
صناعة السيارات خطوة في غاية الأهمية حيث تمت الاستعاضة عن الأجزاء
المنفصلة لهيكل السيارة بهيكل كامل عبارة عن قطعة واحدة تحمل كل الأجزاء
الميكانيكية. ويقول الباحثان إن كتب التاريخ تميل إلى التركيز على دور هنري
فورد في تطوير صناعة السيارات العالمية وتمر مرور الكرام على الدور الذي
لعبه بود