احتضنت بيدها المجعدة .... العصا التي لا تفارقها منذ ان خانتها قدامها ....
تنهدت وهي تفكر بالسنين التي مضت وكأنها البارحة ....بالرغم من أنها لم
يعد لها الكثير من هذه الدنيا لتحياه.... الا أنها تشعر بالخطأ الذي اقترفته عندما
وافقت على الزواج من هذا العجوز البخيل الطماع الذي يقبع بجانبها ....تنهدت
بندم لو يعود الزمن للماضي لما وافقت على الزواج به ،واختارت رجلا كريما ..
ولكن بالرغم من صفاته السيئة إلا أنها أحبته سبحان من قال :« وجعل بينكم
مودة ورحمة »
قاطع أفكارها زوجها العجوز وهو يناظرها بابتسامة دافئة بما تفكرين يا عزيزتي
.أراك قد أبحرت بخيالك ....فما الذي أشغلك عني
ابتسمت وهي تناظر ملامح وجهه المجعدة بلحية بيضاء طويلة، وبرأس اقرع
يلمع ،وكأن رأسه بطيخة ...لتبتسم له بمجاملة : كنت افكر بأيام الخطوبة كم
كانت جميلة
ابتسم متحمسا لتلك الايام : اتذكرين يا عزيزتي كم كنا نواجه الصعوبات حتى
نلتقي بسبب فكر والدك المعقد اتذكرين ؟
هزت راسها ونطقت بحسرة : وكيف لي ان انسى يا عزيزي
اغمض كلاهما عينيه لتذكر تلك اللحظات
~