المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التراجع عن الخطأ والاعتراف بة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : التراجع عن الخطأ والاعتراف بة  192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

التراجع عن الخطأ والاعتراف بة  Empty
مُساهمةموضوع: التراجع عن الخطأ والاعتراف بة    التراجع عن الخطأ والاعتراف بة  I_icon_minitimeالجمعة 12 أبريل 2013 - 13:52

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
التراجع عن الخطأ
والاعتراف بة
التراجع عن الخطأ والاعتراف بة  Images?q=tbn:ANd9GcQo-2Hc0JVNws-K84IT21S-ZaM1WL8C9qdWA4TlQSqZKdl9ByFnwQ
الخطأفي حياة الناس أمر وارد الحدوث، ولا يستطيع إنسان أن يدعي العصمة مهما كان شأنهفيقول أنا لا أخطئ إلا الأنبياء والمرسلين، وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حينقال: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"(
والخطأ الحقيقي هو تماديالبعض في خطئهم، وعدم اعترافهم به، والإصرار عليه، والجدال عنه بالباطل، واعتبارالرجوع عنه نقيصة.

لماذا الرجوع إلى الحق من أخلاق الكبار؟
لأن الرجوعإلى الحق يعني الاعتراف بالخطأ، وهذا قلما يقبله إنسان أو يعترف به.
ولأن الرجوعإلى الحق يعني إكساب الآخرين رجاحة القول والرأي، وقد يُلحق النقيصة بالعائد فيقراره، وهذا أيضًا لا يقدر عليه إلا الكبار.
ولأن الرجوع إلى الحق قد يجعلالآخرين ينظرون إلى العائد في قراره على أنه ضعيف، غير قادر على إدارة المركز الذييشغله، وهذا أيضًا لا يقدر عليه إلا الكبار.
ولأن الرجوع إلى الحق قد يُسهم فيتقليل فرص الشخص في إلحاق مهام جديدة له في عمله، وهذا ما لا يتحمله إلاالكبار.
محطات:
الكبار لهم محطات في حياتهم يُراجعون فيها أنفسهم ويصححونفيها مسارهم، حتى لا يسترسلون في خطأ وقعوا فيه، أو هوى انساقوا إليه، فإذا كانهناك ثمة خطأ أو هوى عالجوه قبل أن يستفحل.
فهم ليسوا كالصنف من الناس الذينيُحددون لأنفسهم قناعات لا يحيدون عنها، أو قرارات لا تقبل المراجعة والتصحيح،فحينئذ لن يسلموا في قراراتهم من هوى مطغٍ، أو خطأ مهلك.
بل يوقنون بأن الإنسانبشر، والبشر قد يجتهد ومهما كان اجتهاده للوصول إلى القرار الصحيح، فإن احتمالاتالخطأ وارده، ولا بد من تداركها، ولن يكون هذا إلا بالاعتراف بالخطأابتداءً.
المشورة:
صغار النفوس لا يُفضلون استشارة من حولهم أو الاستئناسبرأيهم حول قضية من القضايا، خشية أن يُظهر ذلك عدم كفاءتهم أو عجزهم عن اتخاذالقرارات أو لتكبر جبلت عليه نفوسهم.
أما الكبار فيحرصون على الشورى، ويلتمسونفيها الخير والبركة، ولا مانع عندهم من العودة في آرائهم متى رأوا الصواب فيغيرها.
وفي قصة أبي بكر الصديق رضي الله عنه مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهماحول قضية جمع القرآن خير دليل على ذلك، فالكبار يسعون إلى الحق، واجتهادهم يكونللوصول إليه، فمتى لاح لهم الحق سارعوا إلى إتباعه وإن جاء على لسان غيرهم،فالخليفة أبي بكر كان مترددًا في أن يُقدم على فعل شيء لم يفعله رسول الله صلى اللهعليه وسلم، وعمر بن الخطاب يخشى على القرآن الضياع أو النسيان، وكان يرى فيه الخير،فظل أبو بكر يرفض، وعمر يكرر دعوته حتى وافق أبو بكر رضي الله عنهم أجمعين.
رويَ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَمِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِالْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِيفَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ وَإِنِّيأَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَكَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ إِلاَّ أَنْ تَجْمَعُوهُ وَإِنِّي لأَرَى أَنْ تَجْمَعَالْقُرْآنَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْيَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَاللَّهُ لِذَلِكَ صَدْرِي وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ..." ()
بعدالغضب
:
يتصرف الواحد منا في غضبه تصرفات فيها الكثير من الأخطاء، ولعله يندمعليها بعد هدوئه وزوال أسباب الغضب، والكبار لا يضيرهم أبدًا أن يعملوا على إصلاحما أفسدوه في لحظات الغضب، ولا يُكابرون في ذلك، بل ويُسارعون إلى الاعتذار إذا كانالأمر يستوجب الاعتذار، ويُصلحون من شأن ما أتلفوه إذا كان الأمر يستدعي الإصلاح،وقد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الذي غضبه بطيء متأخر، وفي نفس الوقتسريع العودة إلى الجادة والصواب متى أفاق من غضبه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ".... ثُمَّ ذَكَرَ الأَخْلاقَ فَقَالَ يَكُونُ الرَّجُلُ سَرِيعَ الْغَضَبِقَرِيبَ الْفَيْئَةِ فَهَذِهِ بِهَذِهِ وَيَكُونُ بَطِيءَ الْغَضَبِ بَطِيءَالْفَيْئَةِ فَهَذِهِ بِهَذِهِ فَخَيْرُهُمْ بَطِيءُ الْغَضَبِ سَرِيعُ الْفَيْئَةِوَشَرُّهُمْ سَرِيعُ الْغَضَبِ بَطِيءُ الْفَيْئَةِ قَالَ وَإِنَّ الْغَضَبَجَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ تَتَوَقَّدُ أَلَمْ تَرَوْا إِلَى حُمْرَةِعَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَفَلْيَجْلِسْ أَوْ قَالَ فَلْيَلْصَقْ بِالأَرْضِ" (
سرعة العودة:
لايختلف اثنان على أن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم هم خير الناس وأتقاهم "خيرالناس قرني ثم الثاني ثم الثالث ثم يجيء قوم لا خير فيهم"
، ومع ذلك فإنهم لميكونوا معصومين، ولم يدَّعوا العصمة لأنفسهم بل إنهم إذا أخطأوا سارعوا بالعودةوالإنابة.
وهكذا الكبار دائمًا فإنهم لا يُصرون على خطأ وقعوا فيه أبدًا، بليُسارعون إلى الاعتراف به، وتصحيح الوضع القائم ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوافَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوالِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىمَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (آل عمران: 135).
والكبار إذا أصابهم ما يُصيبالبشر من الخطأ والنسيان عادوا مسرعين ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْطَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ (الأعراف: منالآية 201).
فرصة للمراجعة:
الإسلام لا يُنكر ما يُمكن أن يحدث بين الأخوينالمتحابين في لحظات الضعف البشري، من اختلاف في القلوب، ومشاحنات في الصدور،وأحيانًا تخاصم وتنافر، والرسول صلى الله عليه وسلم دل على أنه لا يجوز أن يهجرالأخ أخاه فوق ثلاث، وما هذه المهلة الممنوحة إلا ليُراجع كل واحد منهما نفسه منجديد، وما تعليق أعمالهما عندما تُعرض يومي الإثنين والخميس حتى يصطلحا إلا مزيدًامن الفرص كي يُراجعا نفسيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَالإثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِشَيْئًا إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُأَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَاأَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا" (
وفي رواية عند الترمذي "تفتحأبواب الجنة يوم الإثنين والخميس فيغفر فيهما لمن لا يشرك بالله شيئًا إلاالمهتجرين يقال ردوا هذين حتى يصطلحا"(
الله يُعلِّمنا:
والله تعالىيُعلِّم عباده مراجعة أنفسهم، وتصحيح مسارهم فيُمهلهم عندما يُخطئوا ولا يُعجل لهمبالعقوبة، وهي إشارة إلى ضرورة أن يراجع الإنسان نفسه أولاً بأول، ولا يُطيل علىنفسه الأمد فيقسو قلبه ويألف المعصية "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُبِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِلِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْمَغْرِبِهَا"(
وما الإمهال إلا نوع من إعطاء الفرصة لمراجعة النفس، وتصحيحالمسار، وتعديل الخطأ الواقع.
بل إن الله تعالى يجعل مجرد الاعتراف بالذنبوالتوبة عنه كفيلان بقبول توبة التائب، وهذا هو الرجوع إلى الحق بعينه جاء فيالحديث "فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُعَلَيْه"(
تحذير:
والكبار يدركون حجم الإصرار على خطأ ارتكبوه، أو التمسكبباطل وقعوا فيه، ويعتبرون ذلك مكابرة قد تؤدي بهم إلى غضب الله، والوقوع فيمنشملهم العذاب، من المُصرين على أخطائهم، جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: "وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْيَعْلَمُونَ"(
والكبار يعلمون أن الإصرار على الذنب وعدم الرجوع إلى الحق بعدأن تبين لهم يُعد نوعًا من الكبر المنهي عنه، وقد يؤدي إلى ورودهم العذاب الشديدقال تعالى ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِفَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ (البقرة:206).
الجدلوالتبرير:
صغار النفوس هم الذين يبحثون عن الأعذار والأوهام، كي يقدموها ليُخفواخلفها خطأهم، ويُداروا بها عيوبهم، فيستمرون في خطئهم الذي بدأوه، وهم بذلك قدأضروا أنفسهم قبل أن يضروا غيرهم، وأساءوا إلى أنفسهم قبل أن يُسيئوا إلىغيرهم.
وقد يكون السبب وراء استسهال هذا التبرير وعدم الاعتراف بالخطأ والرجوعإلى الحق هو أن يكون صاحب هذا السلوك قد أُوتي جدلاً، ولحنًا في القول، وقدرة علىالبيان والإقناع ﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾ (الكهف:54).
ومن أمثلة هذا، الذي حكى عنه القرآن ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْيُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِيقَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾ (البقرة:204).
فهذا الصنف شديد الحجة، قويالبيان، لدرجة أن الله قد وصف حديثه أنه سيُعجب النبي صلى الله عليه وسلم.
فارقبين حالتين:
وحتى تقترب الصورة أكثر وأكثر أخي القارئ، فإننا لدينا حالتان: حالةيمكن الاستدلال بها كصورة من صور الضعف، ومحاولات التبرير، وقلب الحقائق والإصرارعلى الخطأ والتمادي في الباطل، وحالة أخرى يُمكننا الاستدلال بها كنموذج للمراجعةوالتصحيح، والاعتراف بالخطأ والعودة إلى الصواب، وتصحيح المسار.
إبليس: هوالنموذج المُخطئ والصورة السيئة، فربه قد أمره بالسجود فأبى، فلما سأله عن السبب﴿... يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّأَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ (طه:75)، برر موقفه، وجادل بالباطل،وأصر على موقفه ﴿قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُمِنْ طِينٍ . قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ . وَإِنَّ عَلَيْكَلَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾ (طه:76-78).
آدم: وهو النموذج المصيب، والصورةالحسنة التي ينبغي أن يكون عليها الكبار دائمًا، فآدم عليه السلام أيضًا أخطأ، فربهأسكنه الجنة، يأكل من خيراتها، وينعم بما فيها من رزق، ونهاه عن شجرة واحدة ﴿وَيَاآَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَاتَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (الأعراف:19).
ثمعصى آدم ربه فأكل من الشجرة، وسأله ربه وهو أعلم به ﴿فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍفَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِعَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَاعَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّمُبِينٌ﴾ (الأعراف:22).
فسارع آدم وزوجه بالرجوع إلى الحق، والاعتراف بالخطأ،والمطالبة بالعفو والمغفرة ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْتَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (الأعراف:23).
محاسبة النفس:
والكبار يحاسبون أنفسهم على أقوالهم وأفعالهم،فإذا كانت خيرًا حمدوا الله، وإن كانت غير ذلك عَدَّلوا من أنفسهم وقوموها،ويُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أنه قَالَ: "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَأَنْ تُحَاسَبُوا"(
الرجوع إلى الله:
والعودة إلى الله أحق من أي شيء،فإذا قصَّر العبد في حق ربه فعليه بالمسارعة بالتوبة والعودة من جديد، والكبار همالذين يُحدثون لكل ذنب توبة، ويجعلون دُبر كل عمل استغفارًا، فهم يستقبلون رسائلالله لهم ويفهمونها فيُسارعون بالاستجابة لندائه.
ومن الرسائل: التي يرسلها اللهلعباده حتى يعودوا "الابتلاء" قال تعالى ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِالْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (السجدة:21).
ومن الرسائل: إظهار الفساد المترتب على أعمال العباد ليلفت نظرهم،ويُراجعوا أنفسهم ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْأَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (الروم:41)
ومن الرسائل: إظهار الآيات البينات الواضحات الآية تلو الآية ﴿وَمَانُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْبِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (الزخرف:48).
ومن الرسائل: إنزال العقوبةعلى أقوام استحقوا ذلك فيتعظ بهم من حولهم أو يكون ذلك حجة عليهم ﴿وَلَقَدْأَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْيَرْجِعُونَ﴾ (الأحقاف:27).
والكبار يخافون أن يُصبحوا ممن أشار عنهم القرآن فيقوله تعالى ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْقُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام:43).
البطانة الصالحة:
الكبار يتخذون صحبة صالحة، وبطانة تُذكرهمعند النسيان، وتقومهم عند الخطأ، وتأخذ أيديهم عند الإسراف.
والكبار يبتعدون كلالبعد عن البطانة التي تمدح ولا تنصح، وتُبالغ في إبراز المحاسن بطريقة تؤدي إلىالعُجب والبطر وتغض الطرف عن المساوئ وإن كانت من النوع المهلك، جاء في الحديث "إذاأراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق إن نسي ذكره وإن ذكرأعانه)
الاعتداد بالرأي:
صغار النفوس هم الذين يتعصبون لآرائهم ولايقبلون بغيرها حتى وإن كان هذا الغير أعمق من رأيهم فكرًا، وأكثر منه نفعًا.
أماالكبار فهم الذين يحملهم تواضعهم على قبول الرأي الآخر، وتقديره والثناء عليه متىكان فيه الخير والصواب رافعين شعار "قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتملالصواب".
والكبار لا يُقدسون أنفسهم فيدعون العصمة من الخطأ، ولا يستخفون بآراءالآخرين أو يُسفهونها كي لا تتضح معالم الخطأ في قراراتهم.
وهم يسيرون في ركبالأقوياء فيصححون ما وقعوا فيه من خطأ متى ظهر لهم ذلك، ويُقوّمون من اعوجاجهم متىنصحهم أحد بذلك.
الوصاية:
ومن الأسباب التي تجعل الناس يرفضون الرجوع إلىالحق، والاعتراف بالخطأ، اعتبار أنفسهم أوصياء على فكرة أو مؤسسة أو شركة يديرونها،فيحملهم ذلك الإحساس على رفض الآخر، وعدم الاستجابة السريعة لآرائه ومقترحاته خوفًامن سقوط الفكرة، أو انهيار المؤسسة، أو ضياع الشركة.
والكبار هم الذين ينأونبأنفسهم عن ذلك، بل يُشركون غيرهم معهم، ويعتبرون الجميع شركاء في بناء الفكرة،ونجاح المؤسسة، وإدارة الشركة.
التقارير الخاطئة:
ومن الأسباب التي تجعلالإنسان لا يستجيب للحق، ويُبطئ في رجوعه إليه، أن تكون التقارير المرفوعة إليهتقارير كاذبة، خادعة، غير حقيقية، يرفعها إليه بطانته وسدنته من المستنفعين،والمتملقين الذين يُزينون الباطل، ويُجملون الخطأ، فيظهرونه في أحسن صورة، جاء فيالحديث "إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق إن نسي ذكره وإن ذكر أعانهإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكره وإن ذكر لميعنه"( والكبار هم الذين ينزلون إلى الميدان بأنفسهم فيطلعون على الواقعبعيونهم، ويتعرفون على الصواب والخطأ فيما ولُّوا بأنفسهم، فيسارعون بالتصحيح،ويجتهدون في التعديل والتقويم.
التراجع عن الخطأ والاعتراف بة  9k=






التراجع عن الخطأ والاعتراف بة  T
التراجع عن الخطأ والاعتراف بة  1217607
التراجع عن الخطأ والاعتراف بة  Tw-as%20(1)
التراجع عن الخطأ والاعتراف بة  Images?q=tbn:ANd9GcQubVi1fwETgNPewPMYe12cm1weNp30nmmE3Bo-GHUzhKbUgMC6iw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التراجع عن الخطأ والاعتراف بة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتدى العام :: قسم المواضيع العامة-
انتقل الى: