الرزق أبوابه ومفاتحه - 11-
والأمر في الأموال والدور والقصور,
مثلما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تصنيفه لفئات الناس مع المال:
"والفقر يصلح عليه خلق كثير, والغنى لا يصلح عليه إلا أقل منهم, ولهذا
كان أكثرما يدخل الجنة المساكين؛ لأن فتنة الفقر أهون, وكلاهما يحتاج إلى
الصبر والشكر, لكن لما كان في السراء اللذة وفي الضراء الألم, اشتهر ذكر
الشكر في السراء والصبر في الضراء".
ولهذا مال الإنسان محدود الفائدة في ذاته إما لقمة يأكلها, أو ثوباً يلبسه أو
مركباً يركبه,
أما من اراد به الله الخير فهو ينفق منه, ويتصدَّق ويواسي ويفرج, فهذا نعم
المال
قال : "يقول ابن آدم مالي! وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت,أو
لبست فأبليت, أو تصدقت فأمضيت"
قال يحيى بن معاذ: مسكين ابن آدم لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة).
ومن هذا الخوف والوجل كانوا يحتاطون لأنفسهم, ويحاسبونها؛ رغبة في النجاة
وخوفاً من الوقوع في الهلاك.