عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ َالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا
حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا".
أخرجه الترمذي (4/574 ، رقم 2346).
وابن ماجه (2/1387 ، رقم 4141) .
قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
: قَوْلُهُ :
(مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ) أَيْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ(آمِنًا) أَيْ غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ عَدُوٍّ
(فِي سِرْبِهِ) لِمَشْهُورِ كَسْرِ السِّينِ أَيْ فِي نَفْسِهِ ,
وَقِيلَ: السِّرْبُ الْجَمَاعَةُ, فَالْمَعْنَى فِي أَهْلِهِ وَعِيَالِهِ, وَقِيلَ بِفَتْحِ السِّينِ أَيْ
فِي مَسْلَكِهِ وَطَرِيقِهِ,
وَقِيلَ: بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ فِي بَيْتِهِ.
(مُعَافًى) أَيْ صَحِيحًا سَالِمًا مِنْ الْعِلَلِ وَالْأَسْقَامِ
(فِي جَسَدِهِ) أَيْ بَدَنِهِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا
(عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ) أَيْ كِفَايَةُ قُوتِهِ مِنْ وَجْهِ الْحَلَالِ
(فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ) مِنْ الْحِيَازَةِ وَهِيَ الْجَمْعُ وَالضَّمُّ
(لَهُ) الضَّمِيرُ عَائِدٌ لِمَنْ رَابِطٌ لِلْجُمْلَةِ أَيْ جُمِعَتْ لَهُ
(الدُّنْيَا) قَالَ الْقَارِي أَيْ بِتَمَامِهَا وَالْمَعْنَى
فَكَأَنَّمَا أُعْطِيَ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا.