جاء تحريم الإسلام للدم منذ أربعة عشر قرنا آية دالة على صدق هذا الدين
وأنه من عند الله عز وجل فهذه الجموع من الدول غير الإسلامية التي كانت
تأكل الميتة مع دمها وذلك بإماتة الدجاج والطيور بخنقها أو بالتيارالكهربائي
ويميتون البهائم بالكهرباء بدءوا يرجعون إلى الذبح بعد أن تبين لهم فائدة
سفك دم البهائم
(فحين يترك الدم في الميتة بدون أن تذبح وبدون أن يسفح فإنه يكون عنصراً
ملائماً جدا لنمو البكتيريا والميكروبات التي قد تكون موجودة في الجسم أثر
دخولها عن طريق أي بؤرة صديدية أو بين اللثة والأسنان أو أنها تدخل اإلى الدم
خلال جدار الأوعية الدموية للأمعاء الغليظة أو خلال الأغشية المخاطية للمجارى
الهوائية العليا فيحدث تنتن الدم وعدم تخثره أي سيولته وتنتشر الميكروبات إلى
جميع أعضاء الجسد الداخلية فتملؤها بفقاقيع الغازات النتنة ويذوب فيها العفن
والنتن)
أما الدم إذا سفح وشرب أو طبخ و أكل كما يحدث أحيانا في بعض دول شمال
القارة الأوربية حيث يستهلكون كميات كبيرة منه في مليء المقانق مع حشوها
بالأرز والملح ويتركونه ليتجمد ويتجلط ثم يأكلونه مقليا فقد نتج عنه انتشارمرض
Haemosidrosis ويعنى هبوطا حادا في وظائف الكلى لقيام الدم الذي لم
يهضم بسد القنوات الجامعة بها بينما هذا المرض لا يوجد في البلاد الإسلامية إلا
نادرا
ومن ناحية أخرى فان الدم حين يوجد في أمعاء الإنسان الموجودة بها أصلا
مختلف أنواع الجراثيم والفطريات والميكروبات والفيروسات فإنه يتفاعل معها
وتتفاعل معه ويتصاعد من ذلك التفاعل الأحماض الأمينية الضارة وكذلك النشادر
أو الأمونيا السامة التي تدخل إلى الدورة الدموية بعملية الامتصاص وتصل إلى
الوريد البابي ثم إلى الكبد فتتجه هذه المواد الأمينية الضارة إلى المخ وتؤثر عليه
تأثيرا ضارا حيث أنها تؤدى إلى هبوط وظائف الكبد فتتجه هذه المواد الأمينية
الضارة إلى المخ وتؤثرعلى خلاياه أيضا محدثة خمولا وذهولا وأخيرا غيبوبة
يعقبها الموت كما ينبعث من الفم رائحة هذه المواد الأمينية الكريهة)
فسبحان الله العليم الخبير الذي يعلم ما ينفعنا فأباحه لنا ويعلم ما يضر أجسامنا
فنهانا عنه رحمة بنا
منقول من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]