لعب المصريين القدماء السباحة من قديم الزمان، وقد نظموا مباريات السباحة بين
الشباب فى أحواض السباحة، وبرك الوادى، والبحيرات المقدسة، كما كانت تجرى
مباريات الغوص لالتقاط قطع الحلى، حيث كانت من نصيب من يلتقطها من
أعماق البحيرات والنهر المقدس فى مناسبات الأعياد المقدسة، مثل عيد “حتحور”
آلهة الحب والجمال، أو عيد الإله “حعبى” إله النيل.
وقد ذكرت أحد البرديات القديمة فى عصر الأهرامات أن أبناء الملك كان لهم
تدريبا للسباحة وكان لهم مدربا خاصا يعلمهم السباحة وكانوا يشتركون فى
المباريات والاستعراضات الخاصة بأعياد “منف” مع المتسابقين من أبطال رياضة
السباحة وألعابها.
مكانة رياضة السباحة عند القدماء
وكام يوجد فى قصور المدينة ومساكن نبلائها “حمام كبير” للسباحة، مما يدل على مكانة رياضة السباحة عند القدماء، وفى بعض القصور كان يضمها حوضين
للسباحة، أحدهما فى الحديقة الداخلية للأطفال والعائلة، والآخر فى مواجهة قاعة
الاستقبال للضيوف والحفلات، وظهرت رياضة التجديف مع رياضة السباحة وقد
برع فيها المصريون القدماء، وتفننوا فى صناعة المختلف أنواع السنف الخاصة
بالتجديف والقوارب الشراعية.
وكانت هواية التجديف من الهوايات المفضلة والمستحبة عند النساء والرجال على السواء، وكان للنساء قوارب خاصة تفنن المصرى القديم فى صنعها وزخرفتها
وكن يخرجن للتجديف بها فى بحيرات البردى وفى الأحواض الخاصة بالقصور فى
مختلف المناسبات والأعياد، وتصف برديات “وستكار” التى ترجع إلى الأسرة
الرابعة سفينة الأميرة “مروى” بنت “سفرو” التى كان يقوم بالتجديف فيها 20
وصيفة.
الموسيقى وأصوات الغناء تصاحب المجاديف
وكانت ضربات المجاديف تصاحبها دقات للطبول وآلات الموسيقى وأصوات الغناء مما كان مادة خصبة لكثير من الأدباء وشعراء الدولة القديمة فى وصف الكثير
منها، وقد ابتكر قدماء المصريين رياضات مائية منها ما أطلق عليه “مبارزات
القوارب”، وكانت المباراة تبدأ عندما يتلاقى قاربا الفريقين المتنافسين فيتضاربان
بعُمد طويلة يحاول خلالها كل فريق إسقاط منافسيه فى الماء.