في القرآن إشارات خفية نمر عليها دون أن ننتبه لها..
ومن هذه الإشارات حديث القرآن عن دورة الماء التي لم
تكتشف إلا في العصر الحديث..
كان الاعتقاد السائد لآلاف السنين أن ماء المطر ينزل من السماء
مباشرة، ولكن العلم الحديث اكتشف ما يسمى دورة الماء..
فالماء يتبخر من البحار والمحيطات ويتكثف في الجو ثم يعود إلى
الأرض على شكل أمطار.
إن ماء المطر ما هو إلا ماء تبخر أصلاً من بحار الأرض وشكل الغيوم
ثم نزل على شكل أمطار ثم تقوم الأرض بابتلاع هذا جديد ويتم تخزينه
على شكل مياه جوفية ومعظم الكمية تعود للبحار ليتبخر من جديد..
إذاً هناك دورة ماء متواصلة منذ ملايين السنين..
إذاً الحقيقة العلمية تؤكد أن الماء الذي ينزل على شكل أمطار إنما
مصدره الأرض..
وهذه الحقيقة أشار إليها القرآن قي قوله تعالى وذلك بعد انتهاء
طوفان نوح:
( وَ قِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ ) [هود: 44].
لم يقل (يا أرض ابلعي ماء السماء) بل قال ( ابْلَعِي مَاءَكِ )
أي أن الماء الذي نزل من السماء وأحدث الطوفان الذي أغرق الكفار
في زمن سيدنا نوح عليه السلام هو أصلاً خرج من الأرض.
لذلك في هذه الآية الكريمة نجد دليلاً على أن ماء المطر الذي انهمر
من السماء هو أصلاً تبخر من بحار الأرض،
وبالتالي فهو ماء الأرض،