بداية التدبر..
في سورة النجم { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } فيفيد ظاهرها،
أنه ليس للإنسان إلا أجر سعيه وجهده، وجزاء عمله وتحصيله،
ولا ينفع أحداً عملُ أحد؛ فالآية بيان لعدم إثابة الإنسان بعمل غيره،
مهما كان هذا الغير. وقد جاءت هذه الآية إثر آية بينت عدم مؤاخذة
الإنسان بذنب غيره، وهي قوله تعالى: { ألا تزر وازرة وزر أخرى }
(النجم:38) أي: لا يفيد الإنسان إلا سعيه وعمله، ولا يحاسب الإنسان
بعمل غيره. فهذا المعنى الإجمالي للآيتين الكريمتين
تأمل..
ومما يدعم كل ما تقدم ويؤكده -وبه نختم الحديث- ما قاله بعض أهل
العلم، وقد سئل عن قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}
مع قوله: {والله يضاعف لمن يشاء} (البقرة:261) قال: ليس
له بالعدل إلا ما سعى، وله بالفضل ما شاء الله تعالى. وهذا حاصل
ما ذكرنا وقررنا.