قال الله تعالى : ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً﴾
هكذا ذكر الله تعالى في كتابه الكريم جزاء المنافقين وقد خصهم رسوله بالذكر
في حديثه الشريف ، وقبل أن نتطرق للحديث لنعرف أولاً تعريف النفاق .
النِفاقُ داءٌ عُضالٌ باطن, ومعنى باطن: أنه قد يكون مستشريّاً في نفس المؤمن
وهو لا يدري، فمن كانَ مطمئناً من هذا المرض
ربما كانَ منافقاً، قد يمتلئُ منه الرجل وهو لا يشعر, فإنه أمرٌ خَفي على
الناس, وكثيراً ما يخَفى على من تلبسَّ به, فيزعم أنه مصلح, وهو في
الحقيقة مُفسد
وفي الحديث : (( ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه فهو منافقٌ وإن كان فيه خَصلةٌ ففيه
خَصلةٌ من النِّفاقِ : إذا حدَّث كذَب وإذا اؤتُمِن خان وإذا وعَد أخلَف ))
- وقت وضع الإمام النووي شرحا للحديث فيه كتابه رياض الصالحين
كما يلي :
الاولي: إذا حدث كذب’ يقول مثلاً: فلأن فعل كذا وكذا، فإذا بحثت وجدته
كذب، وهذا الشخص لم يفعل شيئاً فإذا رأيت الإنسان يكذب فاعمل أن في
قلبه شعبة من النفاق
الثانيه: ‘ إذا وعد أخلف’ يعدك ولكن يخلف، يقول لك مثلاً: سآتي إليك
في الساعة السابعة صباحاً ولكن لا يأتي، أو يقول :
سآتي إليك غداً بعد صلاة الظهر ولكن لا يأتي .؟ يقول : أعطيك كذا وكذا
ولا يعطيك، فهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
‘ إذا وعد أخلف ‘، والمؤمن إذا وعد وفى، كما قال الله تعالى
(وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا(البقرة: 177)
لكن المنافق يعدك ويغرك ، فإذا وجدت الرجل يغدر كثيراً بما يعد، ولا
يفي، فاعلم أن في قلبه شعبة من النفاق والعياذ بالله
الثالثة : ‘ إذا اؤتمن خان’ وهذا الشاهد من هذا الحديث للباب فالمنافق
إذا ائتمنته على مال خانك، وإذا ائتمنته على سر بينك وبينه خانك
وإذا ائتمنته على أهلك خانك، وإذا ائتمنته على بيع أو شراء خانك. كلما
ائتمنته على شيء يخونك والعياذ بالله ، يدلّ ذلك على أن في قلبه شعبة
من النفاق.