وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من حجَّ هـذا البيت، فلم يرفُث ولم يفسق، رجع كما ولدته أمُّه».
الحديث أخرجه مسلم حديث ، وأخرجه البخاري في "كتاب الحج"
شرح ألفاظ الحديث:
(فلم يرفث): قال الأزهري رحمه الله: "الرفث كلمة جامعةٌ لكل
ما يريده الرجل من المرأة"، فيدخل في ذلك الجماع والتعريض
به والفحش بالقول.
(ولم يفسق): الفسق هو العصيان والخروج عن طاعة الله تعالى.
(رجع كما ولدته أمُّه)؛ أي: بلا ذنبٍ، ورجع؛ أي: صار يشبه من
ولَدته أمُّه في البراءة من الذنوب.
من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث فيه بيان فضل الحج الذي لا رفث فيه ولا فسق
وأنه سبب لمغفرة الذنوب، وتأمَّل هذا التصوير النبوي حينما يكون بين
يديك مثلًا طفل للتوِّ خرج من بطن أمه، ثم تسأله: أي ذنب اقترفته؟
وهل في صحيفتك خطيئة؟
الجواب هنا هو الجواب للحاج الذي لم يرفث ولم يفسق، فهو أيضًا
سيخرج من مناسك الحج كما خرج الصغير من بطن أمه.
واختلف هل تكفير الذنوب للصغائر فقط أو للصغائر والكبائر على قولين
، أظهرهما أن لفظ الحديث يشعر بأن التكفير يقع على الصغائر والكبائر.
وبناءً على ما سبق يتحصل للحج المبرور فضيلتان: مغفرة الذنوب
ودخول الجنة، نسأل الله من فضله