تمتاز اللغة العربية بأصالتها وقدرتها على التعبير والوصف والتشبيه بشكل دقيق
حيث كل كلمة موجودة باللغة العربية لها معناها وبلاغتها ، وقد اختار الله تعالى
اللغة العربية لتكون لغة القرآن الكريم التي يخاطب بها خلقه ، ويعد نزول القرآن
الكريم بتلك اللغة معجزة أزلية
أبو الأسود الدؤلي
عمل أبو الأسود الدؤلي على البحث عن طريقة تساعد على ضبط كلمات القرآن
الكريم ، فوضع نقطة فوق الحرف لتكون دالة على الفتحة ، كذلك وضع نقطة
تحت الحرف لتكون دالة على الكسرة ، ووضع نقطة على يسار الحرف لتكون
دالة على الضمة ، ونقطتين فوق الحرف أو تحته أو على يساره لتدل على
التنوين .
كان أبو الأسود الدؤلي يقوم بترك الحرف الساكن بدون أي نقاط للإشارة إلى
سكونه ، وقد كان هذا الضبط لا يستعمل إلا في المصحف فقط ، ويعد أبو الأسود
هو أول من قام بضبط اللغة ، وذلك بأمر من أمير العراق زياد ، وقام الدؤلي
بالاستعانة بعلامات كانت مسخدمة من قبل السريان للدلالة على الرفع والجر
والنصب ، ولكي تميّز بين الاسم والفعل والحرف .
الخليل بن أحمد الفراهيدي
وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي طريقة أخرى لتنقيط الحروف وذلك خلال القرن
الثاني من الهجرة ، وقد تضمنت طريقته جعل ألف صغيرة مائلة فوق الحرف
وذلك لتدل على الفتحة ، ووضع ياء صغيرة تحت الحرف لتكون دالة على الكسرة
، ووضع الواو الصغيرة فوق الحرف لتكون دالة على الضمة ، وفي حالة التنوين
كان يكرر الحرف الصغير .
أخذت تلك الطريقة في التطور إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم كذلك فقد
جعل السكون الخفيف الذي لا إدغام فيه رأس خاء أو دائرة صغيرة بينما الهمزة
فقد جعلها رأس عين ، ونفذ العديد من الإصلاحات الأخرى مثل وضع الشدة وقد
غيّر رمز الشدة من نصف الدائرة إلى رأس الشي وقد أضاف الكثير من الأشياء
إلى الكتابة العربية التي لم يتمكن أحد بعده إضافة شئ لها .
نصر بن عاصم الليثي
اتفق العلماء أن نصر بن عاصم الليثي كان له الدور الأكبر والابرز في عملية
تنقيط الحروف ، وقد قام بتنقيط الحروف بمساعدة يحيى بن يعمر العدواني في
عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ، كما قاما بترتيب الحروف الهجائية
بالطريقة الشائعة في يومنا هذا ، وأهملا ترتيب الحروف الهجائية على الطريقة
القديمة ( أبجد هوز ) .
يرجع نسب نصر بن عاصم الليثي إلى قبيلة بني كنانة ، وقد كان فقيهًا فصيحًا
عالمًا باللغة العربية ، وقد تتلمذ على يد أبو الأسود الدؤلي الكناني ، كما أن
لنصر بن عاصم تلاميذ مشهورين قاموا بأخذ العلم منه ف النحو والأدب من
أبرزهم عبد الله الحضرمي .
سبب وضع النقاط على الحروف
إن السبب الرئيسي الذي دفع العلماء إلى التشكيل والتنقيط في حروف اللغة
العربية هو اختلاط العرب بالأعاجم ، وظهور اللحن باللغة العربية ، مما جعل
العلماء يخشون من استمرار هذا اللحن ودخوله إلى القرآن الكريم ، لذلك لجئوا
إلى ضبط اللغة العربية من الناحية النحوية والإملائية ، وذلك عن طريق وضع
تشكيل لأواخر الكلمات وضبط حروف اللغة من خلال تشكيلها وتنقيطها وبذلك يزول
الالتباس والخطأ بين الحروف المتشابهة .
مزايا اللغة العربية
إن اللغة العربية هي لغة خالدة وتتميز بالعديد من الخصائص المختلفة التي
تزيد من جمالها ، ومن أبرز تلك الخصائص على سبيل المثال :
– الفصاحة : حيث يخلو الكلام في اللغة العربية من التنافر وضعف التأليف
والتعقيد .
– الترادف : تظهر باللغة العربية ظاهرة الترادف أي وجود عدد من الكلمات
بنفس المعنى .
– علم العروض : وهو علم يعمل على تنظيم أوزان الشعر وبحوره المختلفة .
– التخفيف : وهو يعني أن أغلب مفردات اللغة أصلها ثلاثي ثم رباعي ثم
خماسي .
– كثرة المفردات : تشتمل اللغة العربية على عدد كبير من المفردات المختلفة .
– الأصوات ودلالتها على المعاني : يعني أنه يمكن فهم معنى الكلمة بشكل عام
أو دقيق من خلال الصوت .