المعاصي تعمي البصيرة ومن عقوباتها انها تعمي بصيرة القلب وتطمس نوره
وتسد طرق العلم وتحجب مواد الهداية وقد قال مالك للشافعي لما اجتمع به
وراى تلك المخايل اني ارى الله تعالى قد القى على قلبك نورا فلا تطفئه
بظلمة المعصية
ولا يزال هذا النور يضعف ويضمحل وظلام المعصية يقوى حتى يصير القلب
في مثل الليل البهيم
فكم من مهلك يسقط فيه ولا يبصر كاعمى خرج بالليل في طريق ذات مهالك
ومعاطب
فيا عزة السلامة ويا سرعة العطب ثم تقوى تلك الظلمات وتفيض من القلب
الى الجوارح فيغشى الوجه منها سواد بحسب قوتها وتزايدها
فاذا كان عند الموت ظهرت في البرزخ فامتلا القبر ظلمة كما قال النبي صل
الله عليه وسلم ان هذه القبور ممتلئة على اهلها ظلمة وان الله ينورها
بصلاتي عليهم فاذا كان يوم المعاد وحشر العباد علت الظلمة الوجوه
علوا ظاهرا يراه كل احد حتى يصير الوجه اسود مثل الحممة
فيالها من عقوبة لا توازن لذات الدنيا باجمعها من اولها الى اخرها
فكيف بقسط العبد المنغص المنكد المتعب في زمن انما هي ساعة من حلم ؟
والله المستعان
منقول