هناك العديد من الأسباب تؤدي إلى شعور الإنسان بالحزن بدون سبب صريح
مثل حدوث بعض التغيرات الهرموني؛ وذلك لأن الشعور بالحزن يأتي من بعض
المواد التي تفرز من الدماغ، وتغير الهرمونات يؤدي إلى تغيير هذه المادة التي
تؤثر بشكل مباشر على مزاج الإنسان.
ونلاحظ ذلك عند السيدات في فترة ما الدورة الشهرية، لأنهم يعانون من عدة
تغيرات هرمونية تتسبب في تغير المزاج لديهم بشكل جذري.
وكذلك عدم أخذ قسط كافي من النوم يؤدي إلى العديد من التغيرات المزاجية،
تجعل الإنسان يشعر بالحزن، والإرهاق، والتعب.
أسباب الحزن والبكاء بدون وجود سبب عضوي
هناك العديد من الأسباب الغير عضوية تؤدي إلى الشعور بالحزن العميق،
والتي قد تصل إلى البكاء في بعض الحالات.
هذه الأسباب قد تكون بسبب الضغوط النفسية التي يمر بها الشخص، مثل
تعرض الشخص لضغوط في العمل، أو المنزل، أو نقص المال، أو فقدان
حبيب، أو موت شخص قريب أو غير ذلك من الأمور؛ كل هذه الضغوط قد
تؤدي به إلى الشعور العميق بالحزن الذي يصل إلى البكاء، وخاصة لو
استمرت هذه الضغوط لفترة طويلة.
الحزن المفاجئ في علم النفس
علماء النفس افترضوا أن نفسية الإنسان متقلبة من وقت إلى أخر لأنها مرنة
وهذا النوع من المرونة يساعد الشخص على الخروج من حالة الحزن إلى
السعادة والعكس.
سرعة البكاء في علم النفس
هناك عدة أسباب ترجع إلى سرعة البكاء في علم النفس منها:
يعتبر الأطفال هم أكثر الفئات التي تتعرض لسرعة البكاء نتيجة فطرتهم
التي خلقهم الله بها.
النساء بطبيعتها أكثر تعرض للبكاء عن الرجال، وذلك بسبب زيادة افرازات
الغدد الدمعية لدى المرأة مقارنة بالرجل.
وقد أثبتت الدراسات العلمية أن النساء أكثر استجابة للبكاء عن الرجل
بسبب طبيعتها الفسيولوجية، وكذلك بسبب حساسية المرأة الشديدة.
ولو ظهرت حالة الحزن الشديد لدى الرجل مرة في الشهر، فهي تظهر عند
المرأة حوالي خمس مرات في الشهر.
كذلك تدخل طبيعة المجتمع الشرقي في تقليل ظاهرة البكاء عند الرجل
لأنه يسود في المجتمعات الشرقية أنه من الأمور المخجلة هو بكاء الرجل،
ولا يجب أن يظهر الرجل دموعه أمام الناس.
تحليل البكاء في علم النفس
البكاء هي عبارة عن خبرة سيكولوجية يمر بها كل إنسان في مراحل عديدة
من حياته.
معظم الدراسات التي أجريت على أسباب البكاء، وجدت أن أول أسباب البكاء
هي وجود خبرة سيكولوجية مؤلمة، والإنسان بطبيعته يفضل الابتعاد عن كل
ما يؤلمه سواء كان بقصد أو غير قصد، وأحد الطرق في الخروج من الاكتئاب
هو البكاء.
وقد خلق الله تعالى البكاء منذ خلق البشرية فقد قال الله تعالى (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ
وَأَبْكَى 43 وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا 44 وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى 45)
النجم: 43-45.
لهذا يعتبر البكاء سمة عالمية، لا تختلف باختلاف الجنس، أو العرق، أو البيئة،
أو العمر.
وينصح الخبراء النفسيون بالبكاء في حالة الحزن الشديد، لأن الدموع تجلب
الراحة النفسية، لأنها تساعد الجسم في التخلص من التوتر النفسي، وتخفف
من الضغط النفسي العصبي على الإنسان