حياة المسلم ليست هي الأيام والأعوام التي يعيشها، بل هي الأعمال والآثار
التي يتركها {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].
فأيُّ أثرٍ تريد أن تتركه؟
وأي عمل تريد أن تقدِّمه لنفسك، وتثقل به ميزانك يوم تخف الموازين؟
حياتنا الحقيقية هي أن نشعر بالأحياء من حولنا {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا
النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32].
فنحن بحاجة لترقية معاني الإنسانية في أنفسنا؛ لتفيض رحمة وتنساب رأفة
وتتدفق مواساة بإغاثة ملهوف وكفالة يتيم وكفاية أرملة وإطعام جائع وتعليم
جاهل وإكرام حفاظ القرآن الكريم وإجلال طلبة العلم.
ولننظر إلى الحياة برؤية التنمية والإعمار بحفر الآبار، وبناء المساجد وتشييد
المدارس، وإقامة المعاهد.
كم نحن بحاجة لتلبية نداء الأخوة الإيمانية باقتحام عقبة الأنانية {فَلا اقْتَحَمَ
الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ
يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: 11-17].
هل ترغب في اقتحام العقبة؟ ألا تحب أن تكون من ذوي المرحمة؟
الثمرة لا توصف.. الجنة.. بل مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة،
ألا تعرف ثواب كفالة اليتيم؟! ألا تعرف قصة البغيّ التي سقت كلبًا فدخلت
الجنة؟! فكيف لو سقيتَ إنسانًا
الجمعيات الخيرية تفتح لك الأبواب.. تمهِّد لك الطريق.. تسهِّل لك الوصول..
اختر الخير الذي تريد ودَعِ الباقي عليهم، فهم سيرشدونك إلى الطريق الذي
تسلك، والباب الذي تطرق، فهذه الجمعيات تأسست من أجل دلالتك على الخير.
لا تدع الفرصة تفوتك، وقدِّم لنفسك خيرًا {وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ
عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل: 20].