شمع الختم مادة شمعية تتصلب وتتحجر بسرعة بعد ذوبانها، وتُستخدم لإحكام
إغلاق القوارير والبرطمانات، ولإعطاء السرية والأمان للأوراق والرسائل وكذلك
قد تُستخدم لغرض لصق وإصلاح الأسلاك مثلًا والمواد الأخرى بحيث تتميز مادته
بقوة يصعب اختراقها وفتحها إلا بجهد كبير. وفي القرن السادس عشر استُخدم
شمع الختم لإغلاق مظاريف الرسائل التي كان يتبادلها الملوك والأمراء. وقبل
ذلك، كان الرومان يستخدمون القار لهذا الغرض.
هناك تركيبات مختلفة لشمع الختم، وقد حدث التحول الكبير بعد انفتاح التجارة
الأوروبية مع الهند. وخلال العصور الوسطى كان يُصنع من شمع النحل، وخلاصة
الراتنج الصفراء المائلة للون الأخضر من شجرة الأركس الأوروبية. وفي البداية
كان الشمع عديم اللون، ولاحقًا تمت صباغته باللونين الأحمر أو القرمزي.
ومنذ القرن السادس عشر دخلت مكونات جديدة، وهي: الشيلاك، وزيت
التربنتين، والراتنج، والطباشير، أو الجبس، ومواد التلوين غالبًا ما تكون إما
القرمزي، أو الأحمر، وليس بالضرورة أن يكون شمع العسل موجودًا. وفي
عام 1866 بدأ استخدام ألوان متعددة لشمع الختم، واليوم يتوفر بألوان صناعية
مختلفة.
يأتي شمع الختم إما على شكل أعواد، أو فتائل، أو حبيبات، يتم تسخينها ووضعها
على المكان المراد، فمثلًا يتم تسخين الحبيبات في ملعقة ولصقها في المكان.
واستُخدمت في العصر الحديث أنماط مختلفة من شمع الختم في الطرود البريدية،
والذي يتميز بمرونته.
ماذا يعني أن المكان مختوم أو مغلق بالشمع الأحمر؟
يعني أن المكان تحت تصرف الشرطة أو السلطة القضائية، أي يُمنع منعًا باتًا
التصرف فيه، أو العبث بمحتوياته من قبل صاحبه أو أي جهة أخرى لحين البت
قضائيًا في أمره. ولإيضاح الصورة أكثر، إن كان هناك خلاف على قطعة أرض
وصل لجريمة قتل مثلًا فيتم تشميعها؛ وذلك منعًا لتغيير الواقع فيها والحفاظ على
أدوات الجريمة بما لا يسمح بسرقة الأدلة أو إخفائها.
وأحيانًا قد لا يتم التشميع بالشمع الأحمر، حيث يتوفر شمع الختم بألوان مختلفة
لكن يُقال أن المكان مختوم بالشمع الأحمر لما يوحيه هذا اللون من رهبة وقوة.