يأيها الشهر ترفق فدموعنا تتدفق
إن قلوبنا قد تشقق عسى توبة تصلح ماتمزق عسى منقطع عن ركب المقبولين
يلحق عسى اسير الأوزار يطلق عسى مستوجب النار يعتق وعسانا لرضى المولى
نوفق ....’’
آه رمضان بالأمس استقبلناك فرحين مستبشرين بنفحاتك الجميلة..ونسماتك
العليله وهانحن اليوم نتأمل نجمك يأفِل أمام ناظرينا وخيوط ليلك تُسدل
ترفق بنا ياشهرنا فمازالت نفوسنا تواقة للنهل من معينك الذي لاينضب
شهرالرحمة..كيف ترحل ؟ ومازلنا تلامذة مدرستِك العظيمة..في البر والتقى
والإحسان والهدى هلاّ أمهلتنا أيام أُخر .؟
كيف لك أن ترحل الآن بعد أن هيضت نفوسنا..وهيجت أرواحنا..وأذقتنا
حلاوة الصيام والقيام
كيف لك بعد أن أذقتنا لذة قرآءة القرآن لذة الوقوف بين يدي الكريم المنان
لذة الدعاء...ولذة الحب والإخاء
ثم هاأنت ترحل أمام ناظرينا محملا بأجور
العباد..ودموع المنطرحين من يرجون رحمة ربهم ويخشون عذابه
رويدك رمضان... لم نرتوي بعد
ها نحن بكل غصة وحسرة وألم نودعك ياشهر الرحمات بقلوب منكسرة
وأنفس حزينة مخبته والله أنّا نبكيك ونبكي روحانيتك
كيف لا ونحن نحس بطعم الإيمان الحق معك..
سترحل شهرنا
ولا يبقى لنا سوى ماقدمنا شاهدة لنا أم علينا
فاز من فاز وخسر من خسر
لندرك مابقي لنا ولنشمر عن أيدينا فكل ماسوى ذلك من أمورالدنيا..
تحتمل التأجيل إلا هذه النفحات العظام ربما لن تعود
رمضان ودع وهو في الآماق يا ليته قد دام دون فراق
ما كان أقصره على ألافه وأحبه في طاعة الخلاق
زرع النفوس هداية ومحبة فأتى الثمار أطايب الأخلاق
«اقرأ» به نزلت، ففاض سناؤها عطرا على الهضبات والآفاق
ولليلة القدر العظيمة فضلها عن ألف شهر بالهدى الدفاق
فيها الملائك والأمين تنزلوا حتى مطالع فجرها الألاق
في العام يأتي مرة ... لكنه فاق الشهور به على الإطلاق
شهر العبادة والتلاوة والتقى شهر الزكاة، وطيب الإنفاق
اللهم أجبر كسرنا في فراق شهرنا
اللهم اجعلنا فيه ممن قبلت عمله..وغفرت ذنبه..
اللهم أجعلنا ممن صام رمضان ايمانا واحتسابا..
اللهم أعده علينا ونحن نرفل في أمن وأمان .. وسلامة وإسلام..
اللهم تقبله منا.. برحمتك ياأرحم الراحمين..