قال الحسن البصري:
إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا
وإخواننا يذكروننا بالآخرة، ومن صفاتهم: الإيثار.
يقول الإمام الحافظ ابن كثير -يرحمه الله- في قوله تعالى:
وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ
أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ
حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [سورة الزمر:73، 74].
وهذا إخبار عن حال السعداء المؤمنين حين يساقون على النجائب
وفداً إلى الجنة زُمَرًا
أي: جماعة بعد جماعة: المقربون، ثم الأبرار، ثم الذين يلونهم، ثم
الذين يلونهم كل طائفة مع من يناسبهم: الأنبياء مع الأنبياء، والصديقون
مع أشكالهم، والشهداء مع أضرابهم، والعلماء مع أقرانهم، وكل صنف مع
صنف، كل زمرة تناسب بعضها بعضاً.