معنى وتفسير وتدبر كلمة
(الأكْمَــــــه)
سورة آل عمران.
اختلف المفسرون في تأويل معنى ( الأكمه ) في قوله تعالى في الآية
عن سيدنا عيسي عليه وعلى نبينا الصلاة السلام
( وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ
مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَه
وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي
بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) الآية 49
1- قال بعضهم الأكمهُ ) الذي لا يبصر بالليل ، ويبصر بالنهار
2-قال مجاهد أبْرِيءُ الأكمه ) الذي يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل فهو يَتَكَمَّه .
3- وقال آخرون : ( هو الأعمى الذي ولدته أمه كذلك فعن قتادة : الذي
وُلِد وهو أعمى مغموم العينين وقال ابن عباس كذلك أي( مضمومهما )
4- وقال عكرمة : الأعمش
5- أبو جعفر : المعروف عند العرب من معنى ( الأكمه ) الكَمَهُ العمى
يقال كَمِهَتْ عينه فهي تكمهُ كَمَهًا ، وأكمهتها : أعميتها
واستشهد بقول الشاعر سويد بن أبي كاهل :
كَمَّهَتْ عينيهِ حتى ابْيَضَتا *** فهة يَلْحَى نفسَهُ لَمَّا نزعْ
وقول رؤبة : هَرَّجْتُ فارتَدَّ ارتداد الأكمهِ = في غائلاتِ الحائرِِ المُتَهْتِهِ
وإنما أخبر الله عزَّ وجلَّ عن عيسى أنه يقول ذلك لبني إسرائيل احتجاجا
منه بهذه العِبَر والآيات عليهم في نبوته عليه السلام
أنَّ : الكَمَهَ والبرصَ لا علاج لهما ، فيقدر على إبرائه ذو طِبٍّ بعلاج
فذلك من دلالته قيلهِ : إنه لله رسول لأنه معجزة دالة على نبوته
========
والرأي الذي يكاد يجمع عليه أغلب المفسرين وأكثرهم حجة ودليلا هو :
هو الذي وُلِدَ أعمى ، أنهم قالوا : إنَّ لنا أطباء يفعلون مثل هذا ، فذهبوا
إلى جالينوس وأخبروه بذلك
فقال : إذا ولدَ أعمى لا يبصر فليس له علاج عندي . فرجعوا إلى عيسي
عليه السلام : فأبصر الأعمى ، وبرأ الأبرص
وكان الطبيب قد قال لهم في شأنه : ــ أي الأبرص ) إذا كان غُرِزَتْ الإبرةُ
فيه لايخرج الدم منه ( لايبرأ بالعلاج )
والله أعلم