في المتوسط يصل طول الرجال في هولندا إلى 184 سنتيمترًا، أما النساء 171
سنتيمترًا.
بقيت طول قامة الهولنديين مسألة غامضة ولا تزال، فقبل قرنين من الزمان
اشتهروا بقصر القامة. وما هو مثير للحيرة، فقد ازداد متوسط الطول لديهم 20
سنتيمترًا خلال الـ 150 عامًا الماضية. وبالمقارنة، فقد ازداد طول الأمريكيين 6
سنتيمترات فقط خلال نفس الفترة.
التفسير السائد يكمن في النظام الغذائي الهولندي الذي يعتمد على اللحوم ومنتجات
الألبان بشكل كبير، وكذلك توفر الرعاية الصحية الجيدة. وترى دراسة أخرى أن
طفرة النمو السريع لدى الهولنديين هو نوع من تطور البشر.
وبشكل يثير الدهشة، أصبح الهولنديون هم الأطول مؤخرًا في ثمانينيات القرن
الماضي، بعد أن كانوا الأقصر (165 سنتيمترًا) خلال القرن التاسع عشر الميلادي
ترى نظريات مختلفة أن سر طول قامة الهولنديين تكمن في الازدهار الاقتصادي، حيث بدأ دخل الفرد يزداد منذ أواخر القرن التاسع عشر، ما جعلهم أكثر قدرة على
شراء الغذاء الصحي، وهو ما سينعكس لاحقًا على بنية الأطفال ونموهم؛ ليكونوا
أضخم وأقوى وأكثر صحة.
على الرغم من أن الإجابة تبدو غير مقنعة كون الدول الأوروبية الأخرى تتميز
بأنظمتها الغذائية المتقاربة، وارتفاع الدخل، لكن هذا ما استطاعت الدراسات أن
تتوصل إليه.
حاولت دراسة بريطانية تفسير الأمر بشكل مختلف، فقام “جيرت ستالب” المختص
بالصحة السكانية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي بتقييم قاعدة بيانات
لمواطنين هولنديين عاشوا في الفترة ما بين (1935 – 1967) وتوصل
إلى أن الرجال الذين كان لديهم عدد أكبر من الأطفال كانوا أطول قامة، وأن الرجال
الأكثر خصوبة كانوا أطول بـ 7 سنتيمترات من متوسط طول الهولندي العادي.
أما بالنسبة للنساء الهولنديات طويلات القامة، فقد وجد الباحثون أنهم وبعكس الدول الأخرى، أكثر قدرة على الإنجاب. على ما يبدو أن هناك شيئًا مختلفًا
لدى الهولنديين، فمن المعروف أن النساء الأقصر قامة هن الأكثر قدرة على
الإنجاب! وعلى الرغم من كثرة التفسيرات حول سر طول قامة الهولنديين، تبقى
الإجابة غير واضحة تمامًا، وتحتاج لمزيد من الأبحاث.