فرصة ذهبية يجب أن ينتبه لها كل مسلم . ويجعلها حاضرة باستمرار في
ذهنه وقريبة في قلبه وهي من مكفرات الذنوب , مرتين في الأسبوع وهي
لكل مسلم لا يشرك بالله شيئاً ولم يغشى شيئاً من الكبائر ففي الحديث الذي
يرويه أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله
شيئاً إلاَّ رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال أًنْظِروا هذين حتى يصطلحا"
رواه مسلم .
الحمد لله , فقد قضى ربنا العزيز الغفار , يومين في الأسبوع تعرض فيهما
أعمال العباد , هما يوم الاثنين ويوم الخميس , فيغفر لكل عبد مؤمن موحد
غير مشرك ولا مقترف للكبائر , ذنوبه كلها بفضل من الله الجبار الذي يجبر
ضعف عباده ويتجاوز عن ذنوبهم رحمة بهم , ولكن يستثنى من ذلك أهل
الشحناء , أي المتخاصمين اللذين بينهم خصومة وقطيعة , يحرمون من هذا
الفضل لذا يا من بينك وبين أخيك أو ابنك أو قريبك أو صديقك خصومة مهما
كانت لا تحرم نفسك هذا الفضل الأسبوعي فبادر إلى إصلاح ما بينك وبين من
خاصمته , حتى ولو كان الحق لك , حتى تفوز بغفران الذنوب , فأنت لا تضمن
عمرك , وقد تغادر قبل أن تصطلحا , ثم تندم حيث لا ينفع الندم , فبادر قبل أن
تغادر , و لا تنسى أن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم قال : «لا يحل لمسلم
أن يهجر أخاه فوق ثلاثة، يلتقيان، فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي
يبدأ بالسلام».متفق عليه .
فالذي يبدأ السلام ويريد الصلح ونبذ الخصومة والشحناء و نسيان الأخطاء هو
الذي يفوز بالخيرية , فالحمد لله الذي منح عباده هذا الفضل , حمداً كثيراً يليق
بجلاله وصل اللهم وسلم وبارك على الحبيب محمد وعلى أزواجه وذرياته وآله
وصحبه أجمعين .