منزلة "الأدب" من أعظم المنازل، وأكملها، وأجمعها، إذ أن "الأدب"
هو اجتماع خصال الخير في العبد لأنه الأخذ بمكارم الأخلاق، واستعمال
ما يُحمد قولاً وفعلاً.
والأدب مع الله -تعالى- أصل كل أدب، بل لا يتصف أحد بأدب إن عُدِمَ
"الأدب مع الله".
والأدب مع الله هو حسن الانقياد معه بإيقاع كل حركة على مقتضى
تعظيمه وإجلاله، والحياء منه، وهذا يشمل: القلب، واللسان، والأركان.
قال -تعالى-: "ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السموات
والأرض شيئا ولا يستطيعون"، وقال: "قل أتعبدون من دون الله ما لا
يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم"، ومن مقتضيات الأدب
أيضًا: صيانة العبد إرادته أن تتعلق بغير الله، قال -تعالى-: وما أمروا
إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء.