اجمل تلك التجاعيد حين ترى البسمة المشرقة رغم كل الام السنين..... عليه تجده فخرا وزينة في الحياة الدنيا لانها كانت طائعة لله تحملت مشقات
السفر والتعب وتحملت عبأ الحياة حتى ترعرع ابنائه ولم يجد من يرى تلك
التجاعيد رغم تلك السنين فهو ما زال في عقله وجسدة النحيل وتجاعيد بشرته
التي رسمت للحياة تلك السعادة بالرضى والقبول
تجـاعيد
إنهم يهرِمون ..
يمضي بهم العمر وتمضي بهم السنين .. ليرسم كل يوم يمرُ من اعمارهم خطا على وجوههم ..
أو بصمة على جلدهم ..أو مرضا مزمنا يصاحبهم فيما تبقى لهم من أيام معدودات
هل سأل احدنا نفسهُ يوما عندما ينظر في تجاعيد هؤلاء التي تظهر على وجوههم
كيف يستطيع أن يمحو تجاعيد الأسى ومرارة الايام من قلوبهم؟
إذا لم نستطِع ان نمحو طلاسم ورموز الزمن من فوق جلودهم .. فنحن نستطيع
أن نمحي الأسى والحزن وكل مرارةٍ من اعماق هؤلاء
انظر الى عيني جدتك .. انظر الى يداها .. رقبتها ..
ثم امعِن النظر في جبين جدك ..
رغم الشيخوخه والزهايمر فإنهم يتذكرون الحنان ..
تحنو يد جدتك عليك حينما تتألم .. وتنساها انت في عز أوجاعها
يمد جدك يده بالمساعدةِ لك حين تضيق الدنيا بك .. رغم ضعفه وكهالته ..
وأنت لا تذكره حينما يشعرُ أنه مُهمش
إن الضياع الذي يشعر به هؤلاء .. ليس من فراغ ..
إن ما نمارسه نحوهم من تهميشٍ ليس مقصود ينعكس عليهم نرى الصمت
من أفواههم ولكن عيناهم تذرف دموعا وقلوبهم تستصرخ ألما ولوعة ..
نعم قلنا كثيرا عنهم انهم راحلون لا محالة .. كلامهم عتيقُ ولا يعرفون لغة
العصر .. استهترنا بمشاعرهم وسكبنا جام غضبنا من الماضي فوق رؤوسهم
ونعتناهم بالقدماء الذين لا يعرفون سوى البدائية في كل شئ
لا زال هناك وقتُ للإصلاح .
رفقا بهم .. احتووهم واحتضِنوهم ..مروا عليهم في المساءِ وغطوهم في بردِ
الشتاء..
شاوروهم فيما يخصكم وستجدون ان حكمة الماضي أعمق من كل ما هو عصري
لا تهمشوهم وأشعروهم انهم مازالوا على قيد الحياة بـ اهتمامكم بهم ..
حتى لو أصابهم الصمم .. كلموهم بطريقتكم ..
حتى لو أصابهم الزهايمر .. يكفي ان تحتضنوهم ..
عودوا إاليهم وقبلوا تجاعيد أيديهم قبل أن يتحولوا إلى رفاتٍ وعظامٍ بالية
وعندما تخلدون للنومِ ستأتي أرواحهم تؤنبكم .. وتوقظ ضمائركم .. وتحاسبكم
تداركوهم قبل فوات الاوان .. والندم على ما كان