سوف تظل حواء المثالية ظالة الرجل في كل زمان ومكان .. يجد في البحث عنها .. وينشد الطرق التي توصله إليها .. فهي التي تملك أن
تجعله في وفاق مع نفسه .. ومع الحياة .. ومع الكون كله .. إنها
وطن الرجل الأم .. إليها يرجع دائما .. وبدونها يضيع .. قال تعالى :
ومن آياته ، أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم
مودة ورحمة ... الروم : 21
ونحن إذ نعيش عصرا حلت فيه سيكولوجية مضطربة متوترة محل
السكينة والتوازن الداخلي وتخلت فيه جميع ألوان الأصالة والجوهر
عن مكانها إلى جميع المظاهر السطحية فإن ظمأ آدم الكياني إلى حواء
الأصيلة .. ظمأ واسع الأرجاء أكثر من أي وقت مضى ..
إن آدم في عصرنا هذا أشد ما يكون تطلعا وحاجة إلى حواء تلهمه وتعيد
صياغته النفسية من جديد ..
ولكن من هي حواء هذه التي يمكنها أن تمنحه حبا وحنانا وعبقرية ونجاحا
وتواؤما مع الكون والحياة .. ؟؟
إنها بالطبع حواء المثالية