إن صلاة الجماعة من أجل الفرائض في الشريعة الإسلامية، ولذا فقد خصها
الله تعالى بأجور كبيرة وخير كثير، وفي السنة النبوية بين الرسول صل الله
عليه وسلم أعظم الناس أجرا في الصلاة، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:«إنَّ أعظم الناس أجرًا في الصَّلاة
أَبْعَدُهم إليها مَمشًى فأبعدُهم، والذي يَنتظر الصلاة حتى يصلِّيها مع الإمام أعظمُ
أجرًا من الذي يصلِّيها ثم ينام» ؛ (البخاري:651) و(مسلم:662).
فالمسلم يحرص على أن يكون في زمرة هؤلاء الأخيار، ويكثر من الخطا إلى
المساجد، ويلتمس الأجر العظيم الذي بينه النبي صل الله عليه وسلم من رفعة
الدرجات ومحو الخطايا مع كل خطوة، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال:
قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «من تطهرَ في بيتِه ثم مشى إلى بيتٍ من
بيوتِ اللهِ، ليقضي فريضةً من فرائضِ اللهِ، كانت خطوَتاهُ إحداهما تحطُّ خطيئةً،
والأخرى ترفعُ درجةً» (مسلم: 666).
والحديث يشير إلى ضرورة الوضوء قبل الذهاب إلى المسجد حتى يغتنم المسلم
الأجر كاملا وانتظار الصلاة من أيسر الأسباب للتنعم بدعاء الملائكة الكرام عليهم
الصلاة والسلام، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صل
الله عليه وسلم: «الملائكةُ تصلِّي على أحدكم ما دام في مُصلَّاه، ما لم يُحدِثْ:
اللهمَّ اغفرْ له، اللهمَّ ارحمْه، لا يزال أحدُكم في صلاةٍ ما دامت الصلاةُ تحبسُه
لا يمنعه أن ينقلبَ إلى أهلِه إلا الصلاةُ» (البخاري:659) و(مسلم:649)
ويجب الوفاء بشرط الحديث وهو البقاء على وضوء وعند الإحداث يجب الوضوء
لاغتنام الأجور الواردة ، وهذا يحث المسلمين على المبادرة والمسارعة بانتظار
الصلاة، فيحصل المسلم على أجر الصلاة في فترة انتظاره للصلاة، ويكون من
أعظم الناس أجرا.