قال ابن القيم - رحمه الله - :
☆ جعل الله سبحانه الصبر جواداً لا يكبو , وجنداً لا يهزم , وحصناً حصينا
لا يهدم فهو والنصر أخوان شقيقان ، فالنصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب
والعسر مع اليسر ،
☆ ولقد ضمن الله تعالى لأهل الصبر في محكم كتابه أنه يوفيهم أجرهم بغير
حساب وأنه معهم بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين ، وجعل الإمامة في
الدين منوطة بالصبر واليقين
☆ وأخبر عن محبته لأهله وفي ذلك أعظم ترغيب للراغبين ، فقال تعالى:
( والله يحب الصابرين ) وأوصى عباده بالإستعانة بالصبر والصلاة على
نوائب الدنيا والدين
☆ وجعل الفوز بالجنة والنجاة من النار لا يحظى بها إلا الصابرون وأخبر
أن الرغبة في ثوابه والإعراض عن الدنيا وزينتها لا ينالها إلا أولو الصبر
من عباده المؤمنين
☆ وخص الأنتفاع بآياته أهل الصبر وأهل الشكر تمييزاً لهم بهذا الحظ الموفور
فقال في أربع آيات من كتابه : ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور )
☆ وعلَّق المغفرة والأجر بالعمل الصالح والصبر ، وهو على من يسره الله
عليه يسير ، وأخبر أن الصبر والمغفرة من العزائم التي تجارة أربابها لا تبور
☆ والصبر ساق إيمان المؤمن الذي لا اعتماد له إلا عليها , فلا إيمان لمن
لا صبر له وإن كان فإيمان قليل في غاية الضعف ،
☆ فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم , وترقوا إلى أعلى المنازل بشكرهم
فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى جنات النعيم ، وذلك فضل الله يؤتيه
من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم .