التباعد الاجتماعي بات حتميًّا وسيترتب عليه العديد من الآثار النفسية والاجتماعية..
كاتب الموضوع
رسالة
المصراوية Admin
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 138917 تاريخ التسجيل : 11/12/2010 الموقع : مصر أم الدنيا - اسكندرية المزاج : الحمد لله معتـــــــدل
موضوع: التباعد الاجتماعي بات حتميًّا وسيترتب عليه العديد من الآثار النفسية والاجتماعية.. الخميس 25 فبراير 2021 - 2:54
التباعد الاجتماعي هو ببساطة تجنُّب التجمعات والاتصال الوثيق بالآخرين.
ويعتبره الخبراء في مجال الصحة أمرًا بالغ الأهمية لإبطاء وتيرة انتشار
الفيروس، وتفادي إرهاق نظم الرعاية الصحية، وربما حمايتها من الانهيار
في حالة ارتفاع معدلات الإصابة إلى مستوى لا يمكن التعامل معه بكفاءة.
ولكن كيف لنا أن نتكيف مع هذا الظرف الطارئ مع تجنُّب أي آثار سلبية
على النفس أو المجتمع؟ إحدى الدراسات العلمية باحثة علم النفس في جامعة بريجهام يونج الأمريكية
وزملاؤها ، وارتكزت على عمل تحليل بعدي Meta-Analysis لنتائج
عدد من دراسات سابقة حول آثار العزلة الاجتماعية المزمنة.
تقول"هولت لونستاد"إنه فيما يتعلق بالآثار السلبية التي قد يسببها التباعد
الاجتماعي تجاوبًا مع جائحة فيروس كورونا المستجد، "سيظل الأمر بمنزلة
سؤال مفتوح مضيفةً أن لديها في هذا الصدد فرضيتين تتنافسان، فهي قلقة
من أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الأمور بالنسبة لأولئك الذين يعانون فعليًّا من
مشاعر العزلة والوحدة ولكنها تشدد -في الوقت ذاته- على أنه قد يكون
نقطةَ تحفيز لآخرين على التواصل المجتمعي، مفسرةً ذلك بأن الاحتمال الأكثر
تفاؤلًا هو أن الوعي المتزايد بطبيعة الوباء سيدفع الناس إلى البقاء على
ولكنها فعندما يكون هناك أزمة بهذا الحجم، لا بد من تقييم علمي لها.
يجب أن نسأل أنفسنا ما هو أكثر شيء يؤثر بنا؟ ونحدد نوع المشاعر التي
نشعر بها، هل هي خوف؟ ممَّ نخاف؟ لا بد أن يفهم الإنسان طبيعة ردة فعله
وطبيعة الإحساس الذي يشعر به، مشددًا على ضرورة معرفة أن هناك أشياء
لا يمكن للإنسان أن يتحكم بها مثل توقع ما سيحدث غدًا يمكنني فقط التحكم
في أسلوبي أو انتقائي للأخبار التي أستمع إليها"، لذالا بد من إدراك أن ما
يؤثر سلبًا علينا هو محاولتنا فعل ليست في مقدرتنا". تقول "هولت- لونستاد": إن الناس من جميع الأعمار معرضون للآثار السيئة
للعزلة الاجتماعية والوحدة. لكن تقريرًا حديثًا صادرًا عن الأكاديمية الوطنية
للعلوم الأمريكية (شاركت هولت- لونستاد في تأليفه) سلط الضوء على بعض
الأسباب التي تجعل "كبار السن هم الفئة الأكثر عرضةً للتأثر بالأزمة"، كفقدان
الأجواء الأسرية والافتقار إلى الأصدقاء، والإصابة بالأمراض المزمنة والإعاقات
التي قد تعوق التفاعل مع الآخرين، مثل فقدان السمع أو البصر. أكد الباحثون على ضرورة تآزُر الأسر في مثل هذه الأوقات الصعبة، وخاصةً أن
المرأة العاملة والزوجة حاليًّا تتحمل الكثير من الضغوطات، لذا شدد على ضرورة
تقديم المساعدة للأمهات والزوجات في المنزل وإظهار التقدير لهن. التواصل الإلكتروني في زمن "كورونا" بعد شيوع أمر التباعد الاجتماعي ليصبح مطلبًا عالميًّا، سارع العديد من الباحثين
لدراسة الأمر من جميع جوانبه، خاصةً فيما يتعلق بدراسة الاضطرابات التي يمكن
أن يُحدثها ذلك الفيروس وتأثيرها على حياتنا، ومن ذلك التأثيرات الاجتماعية
والنفسية وكيفية التخفيف من الآثار السلبية لذلك. وهناك العديد من التساؤلات
تحتاج إلى إجابات شافية على وجه السرعة ذاتها التي يعتمدها هذا الفيروس
الغريب الخفي في اجتياز الحواجز الدولية وجميع الدفاعات البشرية. ومن ذلك:
هل من دور حقيقي لأنماط التواصل الإلكتروني التي تجتاح كل مكان في العالم
الآن في هذه المعركة غير المتكافئة وهل يمكن للتكنولوجيا المساعدة على تعويض
بعض سلبيات التباعد الاجتماعي؟ هل يمكن أن تساعد تطبيقات الرسائل النصية والبريد الإلكتروني والحوارات
والاجتماعات الإفتراضية بين الأصدقاء أو زملاء العمل على البقاء في حالة
اتصال مع المجتمع المحيط بنا. يقول نيكولاس كريستاكيس، عالِم اجتماعي
وطبيب في جامعة ييل الأمريكية: "نحن محظوظون لأننا نعيش في عصر
تساعدنا فيه التكنولوجيا على رؤية أصدقائنا وأفراد عائلتنا والاستماع إليهم،
حتى عندما تتباعد المسافات بيننا". ومع ذلك، فإن أنماط التواصل الإلكتروني هذه لا يمكن أن تحل محل التواصل
وجهًا لوجه، كما يقول "سيجرين"، الذي يؤكد أنه "عندما نتواصل مع أشخاص
آخرين، فإن الكثير من المعاني التي يتم نقلها لا تنقل عبر الكلمات فقط، ولكن
في التعبيرات غير اللفظية". إذ يمكن أن تضيع التفاصيل الدقيقة للغة الجسد
وتعابير الوجه والإيماءات مع استخدام الوسائط الإلكترونية، مشددًا على أن
وسائل التواصل الإلكتروني "أفضل كثيرًا جدًّا من عدم التواصل".
التباعد الاجتماعي بات حتميًّا وسيترتب عليه العديد من الآثار النفسية والاجتماعية..