منذ الأزل وصراع القلب والعقل قائم.. والكفّة راجحة مسبقًا لذلك الأخير..
محظوظٌ هو نمدحه ونُثني عليه،
يُخطيء ونشهد زورًا ضد القلب أنّه الآثم الوحيد..أنه الساذج المتهور..،
والذي يريدُ أن يجثو العقل أمام نزواته ويسلم له مقاليد القرار!
ولكن بالنظر إلى جميع مآسيَّ وتجاربي التي أخفقتُ فيها إخفاقات مُدَويّة..
أُسَائلُ نفسي كيف حدثَ لي كل ذلك؟
أعود بالذاكرة لأتحقق من مُلابسات القرار فأجدُ أنَّ صوتًا بداخلي كان يُنذرني
بالفاجعة..
كان ذلك قلبي المسكين ينقبض ويلتوي في صدري ليُحذرني أنّ ثمة خطبٍ
ما وأنَّ ثمة حفرة في هذا الطريق عليّ تفاديها، فكنت أتفاداه هو نفسُه..
وبالطبع كان عقلي هو المعنيّ بوأد هذا الصوت فيتجاهله بثقة الحمقى..
يتعامى ويتعالى عليه قائلًا "كل شيءٍ على ما يُرام.. أنا النبيه الحكيم لن
أسمع لصوت طفلٍ لحوح لا يعي من الأمر شيئًا"
والحال أن الصوت المكتوم كان أصوب، وأن القلبُ أبصرَ منه وأشدُّ وعيًا..