إذا قمت بجولة سياحية في نهر الوادي الكبير بإشبيلية، فستجد مبنى شامخ
على النهر، يوحي لك بالأصالة، إنه برج الذهب الذي تم تشييده في القرن
الثالث عشر، تحديداً بالثلث الأول منه، كان في ذلك الوقت يستخدم للسيطرة
على حركة مرور السفن التي تعبر نهر الوادي الكبير، فقد أهتم الموحّدين
آنذاك بالتأمين العسكري بشكل كبير.
أما خلال القرون الوسطى فقد تم استخدامه كسجن، ثم كسياج أمني لحماية
ما تأتي به السفن الأسبانية من أمريكا الجنوبية والهند، لذا فهو من أهم
الأماكن السياحية في إشبيلية، لمروره بالعديد من المراحل والأحداث الهامة
عبر التاريخ.
واليوم يعتبر برج الذهب مزاراً سياحياً هاماً، لكل سائح لديه شغف التعرف
على التاريخ الإسلامي في الأندلس، فالتصميم المعماري ذو الصبغة الإسلامية
يتجلى في هذا المبنى العتيق بكل وضوح ، بالإضافة إلى التصميم المعماري
الفريد فالمبنى يحتوي على بعض الآثار المتبقية من العصور الوسطى، وكذلك
بعض المعدات الحربية التي ترجع إلى القرن ال17.