* النشوئية مذهب يقول بأن العالم ليس ثابتا , ولا جامدا, بل ينتقل
باستمرارمن شكل الى اخر
** تعدل هذا المدلول في الق
نظرية التحول القائلة بعدم ثبات الأنواع الحية لأنها في تطور متواصل.
*** ثقافياً ...
ليست النشوئية مقتصرة على بحث التبدّلات والتحولات في عالم النبات
والحيوان , والإنسان , كما تتبدى للمتأملين في أقوال لامارك , وداروين
عن تطور الأنواع ,بل هي اتجاه فكري , ومنهجي ينطوي أصلاً على افتراض
قائل بتطور منظّم في التكتلات البشرية , وفي آثارها الثقافية,تبعا لرقيّ
المدنيات.
وجاءت الداروينية فصاغت هذا التجاه في دراسة منهجية متجاوزة النطاق
الأدبي , والفني , والفكري الى المخلوقات الحية كلها .
ولا ريب في أن النشوئية الثقافية , والاجتماعية أقرب الى الأفهام من
النشوئية الخاصة بالأحياء , لأنها - ظاهرا - لا تصطدم بما يتراءى
للعيان من ثبات الأنواع , واستمراريتها, بل تستند , في واقعها , الى
نماذج واضحة من تحوّلات في حياة المجتمعات .
غير أن تطبيق القوانين العلمية الصارمة على التكتلات البشرية
المختلفة الأشكال , والدائمة التبدّل أمر يكاد يكون محالا , لا سيما
إذا كات الغاية القصوى من إنفاذ هذه القوانين التوصّل الى معرفة المستقبل .
ونجم عن هذه العقبة إعادة النظر فيما يصحّ اصطناعه من مناهج في
دراسة النشوئية الثقافية , والاجتماعية , والاهتداء الى مبادئ عامة ,
تضاهي , في دقتهاونتائجها ,الأصول العلمية الموضوعية.