تمكن عالم من قيادة سيارة بعقله، كما تمكن من زيادة السرعة والإبطاء
وتغيير اتجاه السيارة المجهزة بشكل خاص لمثل هذه التجارب .
واعتمدت التجربة على استخدام جهاز أشبه بسماعات الرأس لتتبع موجات
مخ السائق فيما حول كمبيوتر تلك الأفكار إلى أوامر إلكترونية وجهت السيارة .
وهذه الفكرة ليست بجديدة، فالباحثون يعكفون منذ سنوات على ابتكار طرق
لربط المخ البشري بالكمبيوتر بشكل مباشر وتفيد تلك المعرفة مستقبلا أولئك
المصابين بالشلل ممن لا يمكنهم التحكم في أطرافهم لكن عقولهم تعمل بشكل
كامل فهناك ما يعوق نقل أوامر المخ للأطراف بسبب الأحبال العصبية المقطوعة .
غير أن السيارة التي يمكن التحكم فيها بواسطة الأفكار قاصرة على الأغراض
البحثية فحسب، والعلماء لا يعدون بأي تطورات كبرى من شأنها إفادة المعاقين
جسديا، في الوقت الحالي على الأقل .
كما أن التقنية وراء الفكرة معقدة، فمن السهل تتبع موجات المخ بأدوات
استشعار توضع فوق الجلد، لكن مسألة تصفية الأوامر الدقيقة من بين زحام
و"جلبة" الأفكار المتزاحمة داخل المخ البشري صعبة للغاية.
ويحاول الكثير من المهندسين تحسين العملية غير أن معظمهم لم يتجاوز
المرحلة التجريبية، لكن باحثين بمعهد برلين للتكنولوجيا أثبتوا أنه من الممكن
ممارسة لعبة "الكرة والدبابيس" بواسطة موجات المخ وحدها.
ويجري خبراء معهد تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الحرة، تجاربهم المعقدة
على السيارات منذ فترة طويلة، ونجحوا في التحكم في السيارات بواسطة العين
البشرية وبواسطة هاتف خلوي، لكنهم يقولون إن استخدام أجهزة الاستشعار
على البشرة فكرة مبتكرة تماما .
وتم "إعداد" اختبار قيادة وحاسوب، بشكل خاص لهذه المهمة. وخلال مهمة
الاختبار الأولية فكر السائق في التحرك على شكل مربع في اتجاهات مختلفة
بحيث يتمكن العلماء من قياس النمط الابتكاري للمخ، بعد ذلك تم ربط أربع
حركات بأربع أوامر قيادة مختلفة مثل "تحرك يسارا" او "زد السرعة" .
وتعلم الحاسوب بعد ذلك ترجمة الرسائل التي يبعث بها مخ السائق وربطها
بأمر للسيارة .
وبعد ذلك ربط العلماء دواسة السرعة ودواسة المكابح إلكترونيا بجهاز يقيس
نشاط مخ السائق .