يحكى أن عجوزاً كانت تبكي على مدار السنة فتبكي في فصل الشتاء من المطر
وتبكي في فصل الصيف عند انقطاع المطر وكان تصرفها يثير دهشة واستغراب
الجميع فهي تبكي مفتقدة المطر في فصل الصيف فيخبروها بموعده وهم يعلمون
أنها تدرك أنهم في الصيف وتفعل ذلك في فصل الشتاء مستفسرة عن انقطاع المطر
وهي تعلم أنهم لا زالوا في فصل الشتاء
وفي أحد الأيام سألها حكيم عن سبب بكائها فأجابته أن لديها ابنتان متزوجتان
ووضعهما المادي بالكاد مستور وأن زوج ابنتها الكبرى تاجر مظلات شمسية
وعندما يتأخر المطر أو يقل تتكدس البضاعة وقد يكون سبباً في خسارته وبالتالي
مشكلة مالية وهذا ما يبكيها خوفاً على بنتها وأن زوج ابنتها الصغرى يعمل في
تجفيف المكرونة وإذا ظل الجو ممطراً فلن يستطيع أن يجفف المكرونة ما يعني
أن كثرة المطر تضر بضاعته التي يجففها وهي بين هذا وذاك دائمة البكاء خشية
على ابنتيها
فأجابها الحكيم
وهل باستطاعتك أن تغيري شيء من هذا الواقع ؟
فأجابت العجوز أن ذلك سبب حزنها وخوفها
فقال لها : لم لا تنظري للأمر بإيجابيه
سألت كيف ؟
فقال لها : عندما يكثر المطر سيزداد الإقبال على بيع المظلات
وعندما يكثر الجو الصافي سيزيد إنتاج المكرونة
وبين هذا وذاك لن ينقطع المطر إطلاقاً
ولن يغيب صفاء الجو مطلقاً
فهم بين هذا وذاك
وهكذا هي الدنيا
وعلينا أن نتكيف مع ما لا نستطيع تغيره وأن ننظر بإيجابية لكل شيء
سر كلام الحكيم خاطر هذه المرأة العجوز فهل سر خاطرك ؟؟
انظر للأمور بإيجابية وكف عن الشكوى
هي دنيا وليست جنة
نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الجنة