الحاء والراء والشين أصل واحد يرجع إليه فروع الباب .
وهو الأثر والتحزيز ,
فالحرش الأثر ومنه سمي الرجل ً حراشـا; ولـذلك يـسمون
الدينار أحرش; . لأن فيه خشونة
ويسمون الضب أحرش لأن في جلده خشونة ً وتحزيزا .
فأما قولهم: حرشت بينهم, إذا أغريت وألقيت العداوة ; فهو مـن البـاب
لأن ذلـك كتحزيز يقع في الصدور والقلوب .
وحرش المرأة ً حرشا: جامعها مستلقية على قفاها .
وحارشه: , قاتله وتحرش به: تعرض لهل يهيجه .
والتحرش أو الحرش أو التحريش, هي كلمة مـشتقة مـن الفعـل الثلاثـي
حـرش ويقصد به: (إغراؤك الانسان والأسد ليقع بقرنه, وحرش بيـنهم:
أفـسد وأغـرى بعضهم ببعـضهم
لسان العرب, محمد بن منظور(٦/٢٧٩ , : (مادة حرش .٢٣
ومن ذلك مارواه جابربن عبداالله قال: سمعت رسول االله يقـول: «إن الـشيطان
قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب , ولكن في التحريش بينهم»
أي: يسعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن وغيرها)
والتحرش الجنسي من الفتن التي يسعى الشيطان بها بين الناس .
وعليه: فالتحرش بالشيء يعني التعرض له بغرض تهييجه .
والتحرش في أبسط صورة يعني: الإغواء والإثارة والاحتكاك والمراودة عن النفس
:تعـالى قـال وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ
قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
والمــراودة تكــررذكرهــا في الــسورة في أكثرمن موضع