كانت قبايل الجزيرة العربية في خلال حياة النبي عليه العلاقات والسلام تخضع
لاحكام وقرارات الجمهورية الاسلامية في المدينة المنورة ومنها ضرورة صرف
زكاة الثروات الى منزل مال المسلمين، وعندما مات النبي الكريم عليه العلاقات
والسلام ظنت قبايل العرب بزعاماتها ان ما قد كانت تدفعه من ثروات لم يكن الا
وجها من وجوه الخضوع السياسي لدولة قد كانت تستمد قوتها وهيبتها من فرد
النبي عليه العلاقات والسلام فرات بعده انه ليس ثمة سبب الى صرف تلك الاموال
وفي ذلك الحين قابل عدد من قبايل العرب وعلى راسها اسد، وغطفان ، وطيء ،
على عدم صرف الزكاة الى منزل مال المسلمين، وتبعهم في هذا قبايل اخرى مثل:
قضاعة، وكندة، وهوازن، ثم قبايل اليمن، وعمان وغيرها، وفي ذلك الحين اجتمع
الخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه ذلك الامر بالقوة متخذا قرارا حاسما
بتحضير الجيوش لشن حروب الردة لاخضاع تلك القبايل المتمردة لسلطة
الجمهورية الاسلامية من جديد، ويمكن تلخيص عوامل حروب الردة فيما يلي:
عدم صرف الزكاة وهي الفريضة الشرعية الواجبة في مال الاغنياء والقادرين
حقا للفقراء والمحتاجين، وفي ذلك الحين اعتبر ابو بكر الصديق هذا ردة عن
تعاليم الاسلام وكفر باحد اهم اركانه معبرا عن هذا بقوله: (والله لو منعوني عقال
بعير كانوا يودونها الى رسول الله لقاتلتهم عليها).
رغبة عديد من قبايل العرب بالعودة الى نسق القبلية السايد قبل الاسلام حيث
يقضي كل قبيلة اناس منها بحسب ما يرونه مناسبا من نهج وطريقة في الحياة
والحكم، وحيث يكون الحكم ترجمة للمطامح الشخصية والاطماع والمصالح القبلية
الخاصة وفي ذلك الحين عبرت قبايل العرب عن هذا حينما ادعى عديد من رجالاتها
النبوة واتبعه الكثيرون كما حصل مع طليحة الاسدي ومسيلمة الكذاب من بني
حنيف والاسود العنسي من اليمن، ولقيط بن مالك الازدي من عمان.