الـم ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ البقرة. بدأ ربنا كتابه العزيز بصفات المتقين. ثم الكافرين ثم المنافقين. لتقرر أيها الانسان أي الاصناف ستكون ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )) البقرة. ((ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)) يونس. أنت وأنا وهو وهي خلفاء الله في الارض. ((وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) البقرة. أدخل الله أبانا آدم في تجربة عملية ليعلم المنهج الذي سيتبعه ليكون خليفة في الارض. وليعلم الغواية التي سيتعرض لها من إبليس. وعلمه أنه إذا أخطأ فقد شرع له التوبة. ثم عرض ربنا جل جلاله نموذجين للاستخلاف. 1-نموذج فاشل هم بنو اسرائيل وذكر أخطاءهم لنتعلم منهم. 2-نموذج ناجح إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام. ثم جاءت آيات تتحدث عن القبلة والايمان و الاخلاق و القصاص والجهاد والصوم والحج والزواج والطلاق والاقتصاد....كل ذلك ليخبرنا ربنا أن هذا الدين منهج شامل لكل حركة في هذه الحياة. ((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ))ص. ليس مجرد كتاب يتبرك به...بل ليتدبر به. أن تعرف نصيبك من هذه الآية...أمطبق أم مقصر. متجدد...موضوع القرآن العظيم. نسطر هنا معا آيات من كتاب ربنا الكريم ، ونكتب مشاعرنا نحوها ، ونتذوق معا أجمل معانيها ، وأين نحن منها في حياتنا. آية لا مست سمعك...آية وعاها قلبك...آية جرت على لسانك فأحدثت شيئا في نفسك...شاركنا إياها علها تثقل في ميزان حسناتك. ((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52))) الشورى