السادية مصطلح يطلق على الشعور بالمتعة إزاء إلحاق الأذى والألم والعذاب
بشخص آخر سواء بدنيا أو نفسيا ..
أتى مصطلح السادية من الأديب الفرنسي " ماركيز دي ساد" وهو أديب
وفيلسوف مشهور بشخصيته المحبة للأذية والتعذيب لأجساد الآخرين ونفسياتهم
ولد دي ساد عام ١٧٤٠ لأسرة ثرية في فرنسا وعاش طفولة بائسة ممزوجة بين
الدلال المفرط من العائلة والخدم وبين القهر والتعذيب الجسدي الذي تعرض له في
مدرسته إزاء مخالفاته المتكررة
نشأ محبا لتعذيب الآخرين ومتعطشا لألمهم وصراخهم فكان يقوم بدعوة العاهرات
إلى منزله وممارسة أشكال التعذيب عليهن، وسجن إثر هذه التهم ليطلق سراحه
بعدها بأيام قليلة ليعود أفجر مما كان عليه ليستمر بأفعاله السادية حيث ذكر أنه
استدعى ذات ليلة خادمة تدعى روز إلى غرفته وقام بربطها وإحداث جروح كثيرة
عليها ثم صب الشمع الساخن على جراحها ليستمتع برؤيتها تتألم
كان مستمرا في جرائمه العديدة وقد مر آنذاك بثلاث فترات مختلفة من فترات
الحكم وهي الملكية والجمهورية والامبراطورية، فكان كلما اعتقل في فترة ما يطلق
سراحه مع سقوط نظام الحكم وصعود الحكم الجديد كما أنه نجى من حكم الإعدام
مرات عديدة إلا أن مجيء نابيلون بونابرت أثر على حياته حيث أمر هذا الأخير
بسجنه في مستشفى للأمراض العقلية وقضى بقية حياته هناك إلى أن توفي.
قضى ماركيز ما يقارب ثلاثين سنة في السجن على فترات متقطعة وكان خلال
مدة سجنه يقوم بالتأليف والكتابة فألف العديد من الكتب والقصص القصيرة التي
تحتوي على أفكاره السادية ومن أشهر مؤلفاته " أيام سدوم ١٢٠" والتي تحكي
عن أربعة أشخاص يحتجزون ٤٢ ضحية ويمارسون عليهم أشد وأبشع أنواع
التعذيب الجسدي والنفسي.
حولت بعض مؤلفاته إلى مسرحيات كما قيل أن بعض كتاب الرعب في فرنسا
استلهموا أفكارهم من مؤلفاته، لكن في النهاية ظل هذا اللقب البشع ملتصقا به
طوال هذه الفترة مما جعل إبنه يقوم بحرق الكثير من مؤلفاته خجلا من هذا الأب
المريض نفسيا