قَالَ اللهُ تَعَالَى :
*{ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ }*غافر
عَنْ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنُهُ قُالُ :
*وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ
وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا
تَعْهَدُ إِلَيْنَا ، قَالَ :-" قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ
عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا
عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ
وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُمَا قِيدَ
انْقَادَ".*
~الْجَمَلِ الْأَنِفِ~
*يعني سهل القياد، لا ينتصر لحظوظ نفسه ويعاند ويصر، بل يتبع الحق
حيثما انقيد حيثما قيد بالحق انقاد، كالجمل الأنف الذي يجعل الزمام في
أنفه ويجر به، هذا الجمل الذي خرم أنفه، ووضع فيه القياد –الزمام-
وقيد به لا يستطيع أن يخالف قائده، فعلى هذا المؤمن ينقاد حيثما قيد
بالنصوص .*
*لا أنه مغفل يجر حيثما أراد من أراد أن يجره، ويستهويه من حيث
من أراد أن يجلبه إلى هواه، لا، المؤمن كيس فطن ومع ذلك سهل
القياد، وقد جاء في الحديث: ((لينوا بأيدي إخوانكم))*
*ومن الناس من هو وإن انتسب إلى الإسلام من هو عسر الطبع، بحيث
يكون معانداً في كل ما يؤمر به، كما قال بعضهم: السهل يوطأ، ولا شك
أن الإنسان إذا دعي إلى الحق عليه أن يستجيب، وليس له خيرة، فينقاد
لأمر الله وأمر رسوله، ومن يأمر بهما.*