شعر عن الاب (نزار قباني):
أماتَ أبوكَ؟ ضلالٌ . أنا لا يموتُ أبي ففي البيتِ منهُ روائحُ ربٍّ .. وذِكرى
نبي هُنا ركنُهُ .. تلكَ أشياؤهُ تَفَتَّقُ عن ألفِ غُصنٍ
صبي جريدتُهُ . تَبغُهُ . مُتَّكاهُ كأنَّ أبي ـ بعدُ ـ لم يذهَبِ . وصحنُ الرّمـادِ ...
وفنجانُـهُ على حالهِ .. بعـدُ لم يُشـرَبِ ونظّارتاهُ ...
أيسـلو الزجـاجُ عيوناً أشـفَّ مـنَ المغـربِ بقاياهُ، في الحُجُراتِ الفِسـاحِ بقايـا
النسـورِ على الملعـبِ أجولُ الزوايا عليـه، فحيـثُ أمُـرُّ ..
أمُـرُّ علـى مُعْشِـبِ أشـدُّ يـديـهِ .. أميـلُ عليـهِ أصلّـي على صـدرهِ المُتعَـبِ أبي ...
لم يزلْ بينَنا، والحديث يسـامرُنا . فالدوالي الحُبالـى
تَوالَـدُ مِـن ثغـرِهِ الطيّـبِ أبـي خَبَـراً كـانَ من جنّـةٍ ومعنى من الأرحبِ الأرحبِ
وَعَيْنا أبـي .. ملجـأٌ للنجـومِ فهلْ يذكرُ الشـرقُ عينَيْ أبي ؟
بذاكـرةِ الصّيـفِ من والـدي كـرومٌ، وذاكـرةُ الكوكـبِ أبي يا أبي .. إنَّ تاريخَ
طيـبٍ وراءكَ يمشـي، فلا تتعـبِ .. على اسمكِ نمضي، فمن
طيّبٍ شـهيِّ المجانـي، إلى أطيَبِ حملتُكَ في صحوِ عينيَّ .. حتّى تهيّـأَ للـنـاسِ
أنّـي أبـي .. أشيلُكَ حتّـى بنبـرةِ صوتي فكيفَ ذهبتَ ..
ولا زلتَ بي؟ إذا فُلَّـةُ الـدارِ أعطـتْ لَدَينا ففي البيـتِ ألفُ فـمٍ مُذهَـبِ فَـتَحـْنـا
لتَـمّـوزَ أبوابَنـا ففي الصيفِ لا بُـدَّ يأتي أبي .. ابن الرومي:
وكم أبٍ علا بابنٍ ذرى شرفٍ . . . . كما علتْ برسولِ اللّه عدنانُ