لما سمع عكاشة أن سبعين ألفا سيدخلون *الجنة* بغير حساب
أسرع فقال :
يا رسول الله ، ادع الله أن أكون منهم ، قال : أنت منهم..
فقال آخر : ادع الله أن أكون منهم..قال *ﷺ سبقك بها عكاشة..
فبين دخول *الجنة* بغير حساب ، وبين التعرض للحساب والمساءلة
لحظة واحدة ، هي التي كانت بين سؤال عكاشة رضي الله عنه وصاحبه..
وهكذا الأمور مع *الله*
تفرق فيها *اللحظة*
وتؤثر فيها *التسبيحة*
وتقدم المرء أو تؤخره دعوة أو دمعة
أشد الناس ندماً في الآخرة هم *المهدرون لأعمارهم*-حتى
وإن دخلوا الجنة
بين الدرجة والدرجة في الجنة قراءة *آية*
وبينهما في العلو مسيرة خمسمائة عام
رأيت صديقاً لا يوقف تحريك شفتيه ونحن جلوس نتكلم لا يكاد
يوقفهما عن *التسبيح* حتى انفض المجلس
فقمت وبي من الحسرة على نفسي ما الله به عليم ...
*الأنفاس الذاكرة* تورث الغرف العاطرة
*ومهمل الحسنات* يفرط في عالي الدرجات...
*الأعمار تحسب بالأنفاس*
والجنة غراسها *ذكر* لا يتعدى طرفة عين..
أيها المتأخرون ، أفيقوا
فوقفة ساعة يوم *القيامة* تذيب الجسم من حرها فكيف
بمن سيقف يوم القيامة كله؟
عكاشة وأصحابه المبادرون يعيشون في الجنة قبل الواقفين
بخمسين ألف سنة