أعجب ما طلبه أصحاب الكهف من ربهم وهم في شدة البلاء والملاحقة
إنهم سألوا اللّه "الرُشد" دون أن يسألوه النصر، ولا الظفر، ولا التمكين
{رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف: 10].
«رشدًا».
وماذا طلب الجن من ربهم لما سمعوا القرآن أول مرة؟
طلبوا «الرشد» فقالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ
فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 1، 2].
وفي قوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ
الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:
186]. «الرشد».
فما هو الرشد؟ الرشد هو:
١- إصابة وجه الحقيقة. ٢- هو السداد. ٣- هو السير في الاتجاه
الصحيح.
فإذا أرشدك اللّه فقد أوتيت َخيرًا عظيمًا، و بوركت خطواتك. ولذلك
يوصينا اللّه سبحانه وتعالى أن نردد دائمًا:{وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي
لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا} [الكهف: 24].
فبالرشد تختصر المراحل، وتختزل الكثير من المعاناة، وتتعاظم النتائج،
حين يكون اللّه لك «وليًا مرشدًا».
وحين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلاّ أمرًا واحدًا وهو:
{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66]. فقط
«رُشدًا».
فاللّهمّ هيئ لنا من أمرِنا رشدًا.