المذاهب جمع مذهب:
و هو ما يذهب إليه الشخص و يعتقده صواباً و يدين به سواء أكان ما يذهب
إليه صوابا في نفس الأمر أو كان خطأ، و معنى هذا أن المذاهب تختلف باختلاف
مصادرها و باختلاف مفاهيم الناس لها من دينية و غير دينية و ما يتبع ذلك من
اختلاف في فنونها من فقهية أو لغوية أو رياضية أو علوم عقلية تجريبية أو
فلسفات أو غير ذلك.
و يجب معرفة أنه لا يخلو إنسان أو مجتمع من مذهب يسير بموجبه مهما
اختلفت الحضارة أو العقلية للشخص أو المجتمع تمشيا مع سنة الحياة ومع
ما جبل عليه الإنسان الذي ميزه الله عن بقية الحيوانات بالعقل و التفكير وحب
التنظيم و السيطرة على ما حوله و ابتكار المناهج التي يسير عليها إلى آخر
الغرائز التي امتاز بها الإنسان العاقل المفكر عن غيره من سكان هذه المعمورة.
و قيل لها مذاهب فكرية:
نسبة إلى الفكر الذي تميز به الإنسان عن بقية المخلوقات التي تشاركه الوجود
في الأرض، و يعرفه بأنه صنعة العقل الإنساني و مسرح نشاطه الذهني وعطاؤه
الفكري فيما يعرض له من قضايا الوجود و الحياة سواء أكان صوابا أو خطأ.
و قد نسبت المذاهب إلى الفكر لأنها جاءت من ذلك المصدر و هو الفكر أي أنها
لم تستند في وجودها على الوحي الإلهي أصلا أو استعانت به و بما توصل إليه
الفكر من نتائج جاءته إما عن طريق الوحي أو التجارب أو أقوال من سبق أو
أفعالهم، و قد تكون تلك النتائج صحيحة و قد تكون خاطئة في نفس الأمر.
وأما بالنسبة لاستنادها إلى الوحي فقد لا يكون ذلك بل ربما كانت تلك الأفكار
محاربة له فتنسب إلى مؤسسيها فيقال الفكر الماركسي أو الفكر الفلسفي اليوناني
أو الفكر الصوفي أو غير ذلك من الأفكار التي تنسب إما لشخصيات مؤسسيها أو
لبلدانهم أو لاتجاهاتهم و غير ذلك. و من هنا يتضح أنه إذا أطلق لفظ الفكر فإن
المراد به هو ما يصدر عن العقل من شتى المفاهيم و المبتكرات الدينية أو
الدنيوية.
ومن هنا سميت مذاهب فكرية نسبة إلى المذهب الذي تنسب إليه كل طائفة
ونسبة كذلك إلى أفكارها التي تعتنقها مبتكرة لها أو مقلدة.