التصوف علم يبحث عن الذات الأحدية، وأسمائه وصفاته من حيث إنها
موصلة لكل من مظاهرها ومنسوباتها إلى الذات الإلهية. وموضوعه الذات
الأحدية ونعوتها الأزلية، وصفاتها السرمدية، وبيان مظاهرالأسماء الإلهية
والنعوت الربانية، وكيفية رجوع أهل الله تعالى إليه سبحانه، وكيفية سلوكهم
ومجاهداتهم ورياضاتهم، وبيان نتيجة كل من الأعمال والأذكار في دار الدنيا
والآخرة على وجه ثابت في نفس الأمرومبادئه معرفة حده وغايته واصطلاحات
القوم فيه.
قال بعض العارفين:
من كان نظره في وقت النعم إلى المنعم لا إلى النعمة، كان نظره في وقت
البلاء إلى المبلى لا إلى البلاء، فيكون في جميع حالاته غريقا في ملاحظة
الحق، متوجها إلى الحبيب المطلق، وهذه أعلى مراتب السعادة.